ليس مقبولا استمرار تجاهل المطالب الشعبية المتزايدة بضرورة إجراء تعديل وزارى يعيد للأوضاع المترهلة حيويتها، ويضبط إيقاع مؤسسات وهيئات الدولة الغارقة فى حالة فوضى ينذر استمرارها بخطر داهم يسدد المجتمع ثمنه باهظا. هناك وزراء أخفقوا فى أداء الرسالة التى حملوها فى أعناقهم وأثبتت التجربة أنهم جسدوا بوجودهم عبئا ثقيلا فوق كاهل الحكومة، اختيارهم لم يكن موفقا فى إحداث إصلاحات حقيقية تدفع المواطن إلى الإحساس بأن ثمة جهودا تبذل لأجل تخفيف حدة معاناته، وتلبية احتياجاته. تفرض الظروف السياسية الدقيقة على الدكتور الببلاوى رئيس مجلس الوزراء إجراء مراجعة وتقييم لأداء الوزراء كل ثلاثة أشهر، والوقوف على مدى تحقيقهم متطلبات المرحلة، شيء من ذلك لم يحدث، وترك وزراء حكومته يؤدون باجتهادات شخصية يلمؤها الخوف، ويحدوها التردد. يرفض الببلاوى رؤية مفردات الواقع، فقد ضرب اليأس والإحباط أعماق مشاعر المصريين، فالأوضاع المتردية تزيد حدة الأعباء، وتجعل خطوات تحسين نوعية الحياة وئيدة، غير قادرة على تجاوز عثرات المرحلة الانتقالية. المدقق فى عمق أداء وزراء بذاتهم، يقوده يقينه إلى الشاطئ، بوجود تيار داخل الحكومة يعمل على ارتباك أدائها، تيار مرتعش يصاحبه الفشل، لا يقوى على العمل والمواجهة، ويضع فى اعتباره مصالحه الشخصية. يتخذ رئيس الحكومة موقفا غريبا فى تمسكه ببقاء وزراء يرغبون فى الاستقالة والهروب من معركة بناء الوطن، وزراء حملوا عضوية الوزارة بطريق الخطأ، دخلوا إليها ويخرجون خاليى الوفاض، من يريد الرحيل فليرحل.. فالوطن ليس فى حاجة لغير النبلاء والمخلصين. لمزيد من مقالات عبدالرءوف خليفة