منذ إعلان الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور تولى الدكتور حازم الببلاوى، رئاسة حكومة ثورة 30 يونيو، أعلنت القوى السياسية والحزبية ترحبيها بالاختيار، لكن تنوعت رؤيتها فى الدور المنتظر أن تقوم به هذه الحكومة التى أتت فى وقت حرج، خرج فيه المواطن المصرى فى شوارع الجمهورية، مطالباً بالتغيير من جديد وتصحيح مسار الثورة. رصدت "بوابة الوفد" رؤى القوى السياسية, والحزبية تجاه الحكومة, بالإضافة إلى رؤية الببلاوى تجاهها, واهتمامات وأولويات الحكومة التى من المنتظر أن تقوم بها خلال هذه الأيام والتى اتفقت على ضرورة أن تكون حكومة مهتمة بإعادة الأمن والاستقرار وأيضا معتمة على الشخصيات ذات الكفاءة والمصداقية . فى البداية يقول د.حازم الببلاوى, رئيس مجلس الوزراء, فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" أنه بدأ بوضع خطة عامة لتشكيل الحكومة الجديدة التى من المنتظر أن يتم الإعلان عنها فى القريب العاجل قائلا: "بدأت فى اجتماعات لوضع خطة عامة ونظرة واضحة بشأن تشكيل الحكومة الجديدة". وأضاف الببلاوى: "المشاورات بدأت لكننى لم أرسل أى ترشيحات إلى شخصيات بعينها ولم أتواصل مع أحد ولكنى أسعى لوضع الخطة التى سنسير عليها بالإضافة إلى توظيف الشخصيات والوزراء حسب هذه الرؤية التى ستنتجها الحكومة فى الفترة المقبلة". وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أنه يتمنى أن ينتهى من تشكيل الحكومة فى أقرب وقت مؤكداً أن هذه المشاورات ستأخذ مايقرب من 4 إلى 5 أيام, وبهذا قد تعلن الحكومة يوم الأحد القادم على أقل تقدير. وعن رؤية المحاصصة والانتماءات الحزبية فى تشكيل الحكومة قال رئيس مجلس الوزراء:"لن نعتمد على أى محاصصة حزبية أو انتماءات سياسية ولكن الإطار الذى نعمل فيه هو الكفاءة والمصداقية فقط دون النظر لأى تفاصيل أو انتماءات حزبية. وبشأن مشاركة الإخوان فى الحكومة قال الببلاوى:"لا أمانع مشاركة بعض أعضاء الإخوان المسلمين فى الحكومة ولكن شرط أن يكون مؤهلا لذلك". من جانبه رحب حمدين صباحى, المرشح الرئاسى السابق, والقيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى, بتكليف د. حازم الببلاوى لرئاستها داعيا سرعة التشاور مع كافة الأطراف لتشكيل حكومة كفاءات وطنية دون محاصصة حزبية معتمدة على الشخصيات ذات الكفاءة والمصداقية. ودعا صباحى بتفويض الصلاحيات اللازمة للدكتور محمد البرادعى فى موقعه كنائب للرئيس للشئون الدولية بما يمكنه من أداء دوره المهم فى هذه المرحلة, مشدداً على أن يكون الأساس فى أى قرارات مصيرية ومهمة بخصوص المرحلة الانتقالية محل تشاور كامل مع القوى الوطنية قبل اتخاذ القرار واعلانه، وهذا بالتأكيد ينطبق على تشكيل جمعية الدستور ، وآلية اختيارها، ولجنة المصالحة الوطنية ، وميثاق الشرف الاعلامى ، وتشكيل الحكومة ، وغيرها من القرارات الأساسية التى ستحدد شكل ومسار المرحلة الانتقالية . من جانبه رأى عمرو موسى, القيادى بجبهة الإنقاذ, ضرورة الاهتمام بالمجموعة الاقتصادية فى الحكومة الجديد ةوبالتالى لابد أن يكون الاهتمام بشخص وزير المالية الجديد وبكفائته وإمكاناته المهنية والدولية, بالإضافة إلى ضرورة أن تكون الوزارة كلها من شخصيات مستقلة؛ تحقيقا للهدف الثاني الذي طالبنا به وهو إبعاد الوزارة الجديدة عن التحزب والخلافات الحزبية. فى السياق ذاته رأى طارق تهامى - عضو الهيئة العليا بحزب الوفد - أن المرحلة التى تمر بها البلاد تحتاج إلى تدوير عجلة العمل والإنتاج والاقتصاد والسياسة نحو هدف واحد, يتمثل فى ضرورة تحقيق الأمن وتثبيت معدل الإنتاج بلا تراجع للخلف. وقال تهامى :"عملية التدوير لابد أن تكون على أولويات الحكومة التى يشرع فى تشكيلها د.حازم الببلاوى, والتى أتصور أن تكون هناك ضرورة بشأنها فى أن تكون حكومة كفاءات وليست حكومة سياسيين ومنتمين للأحزاب, مؤكداً على ضرورة رفض فكرة المحاصصة الحزبية فى التشكيل الوزاري الجديد". وأضاف عضو الهيئة العليا لحزب الوفد: "فكرة المحاصصة الحزبية فى تشكيل حكومة الببلاوى ستكون فاشلة لأنها ستؤدى إلى وجود صراع بين الأحزاب فى المناصب التى ستشغلها والمكاسب التى ستجنيها وراء المناصب الوزارية خاصة وزارات التموين والشباب والخارجية وغيرها من الوزارات فيما عدا الوزارات السيادية". وفيما يتعلق بإعلان الرئاسة فى دعوتها لحزب الحرية والعدالة للمشاركة فى تشكيل الحكومة قال تهامى:"أتصور أن هذا الأمر متعلق بفكرة عدم الإقصاء وأن الرئاسة تسعى للتوافق مع الجميع بما فيهم نظام الإخوان، مشيرا إلى أن الرئاسة تريد أن تؤكد على أنه ليست مع إقصاء أحد فى المرحلة الانتقالية. وقال د.أحمد دراج, القيادى بحزب الدستور, إن الدكتور حازم الببلاوى, رئيس الحكومة الجديد, شخصية اقتصادية من الطراز الأول, ويحظى بتوافق بين القوى السياسية والمعارضة، ويجب مساندته فى تلك الفترة الحرجة من عمر الوطن. وقال دراج فى تصريحات:"كنا فى أمس الحاجة لشخصية تميل إلى اليسار كثيرًا حتى يكون تركيزه الأساسى على تحقيق العدالة الاجتماعية وتخفيض نسبة الفقر فى الشارع المصرى, ولكن الأوضاع السياسية تحتم علينا أن نقبل الدكتور الببلاوى والعمل على مساندته خاصة فى ظل الفترة الحرجة التى تمر بها البلاد. وفى رؤيته لتشكيل الحكومة التى يشرع الببلاوى فى تشكيلها قال دراج: "فكرة المحاصصة فى حكومة الببلاوى مرفوضة وخطأ علينا تداركه". وواصل دراج حديثه: "مبدأ الكفاءة والوطنية والإيمان بأهداف الثورة والعمل على تطبيقها ووضع خطط لتنفيذها لابد أن تتوافر فى أعضاء الحكومة الجديدة مؤكدًا أنه يتمنى أن يكون هناك دور للشباب ومن شاركوا فى تظاهرات يونيو فى الوزارة الجديد حتى تعبر عن نبض الشارع. وفيما يتعلق بشأن دعوة الرئاسة للحرية والعدالة بعرض مناصب عليه فى الحكومة قال دراج: "خطأ كبير لأنهم لا يملكون أى كفاءات وإذا كان عندهم كانت لديهم الفرصة طوال العام الماضى ولكن لم نرٍ أى شيئا منهم, مشيرًا إلى أن ما كانوا فخورين بهم وهو د.باسم عودة, وزير التموين, لم يكن دوره يتعدى مفتش تموين ناجح". وفيما يتعلق بتولى د.البرادعى منصب نائب رئيس قال دراج: "اختيار الدكتور محمد البرادعى موفق جدًا لأن البلد تحتاج إليه فى تلك الفترة، نظرًا لعلاقاته الخارجية, مشيرًا إلى أن البلد تحتاج لوجه معروف دوليًا وذلك لتوصيل رسالة للمجتمع الدولى أن مصر بها ثورة شعبية بعكس ما يحاول أنصار الجماعات الإرهابية تصديره من كونه انقلابا عسكريا". من جانبه قال د. عماد جاد، نائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى, تكليف الدكتور حازم الببلاوى، برئاسة الوزراء اختيار صائب، مؤكدا أنه قامة عظيمة ولا يمثل أى تيار بعينه مما سيكون قامة حيادية فى الفترة الحرجة التى تمر بها البلاد. وأشار جاد إلى أن المطلوب من الحكومة الحالية أن تكون حكومة تكنوقراطية تساهم فى العبور بمصر من الأزمة الحالية، فى الوقت الذى تمنى فيه أن يتم تشكيلها فى أسرع وقت. بهذا ينتظر الشارع المصرى الإعلان الرسمى للشخصيات التى ستشارك فى الحكومة الحالية والتى اتفقت القوى السياسية على رئيس الحكومة لأول مرة منذ ثورة يناير بالإضافة إلى مطالبتها بضرورة إعادة الأمن وضبط عجلة الإنتاج من جديد والسعى نحو التغير الحقيقى ليلتمسه المواطن المصرى.