الغيرة المهنية شعور إنسانى لا إرادى يمكن التحكم فيه ويعانيه كثيرون من الناجحين والمجتهدين فى عملهم خاصة إذا ما تحولت الغيرة إلى تصرفات سلبية تجاههم, لكن المعاناة الحقيقية تكون لدى من يشعر بالغيرة فهى تسبب له الضيق وتعطله عن المضى قدما فى طريقه. د.آية ماهر أستاذة الموارد البشرية بالجامعة الألمانية توضح أن الغيرة المهنية هى شعور سلبى ينتاب بعض الأشخاص الذين لا يثقون فى قدراتهم فى تحقيق نجاحات فى نطاق عملهم أو فى حياتهم الاجتماعية فينتابهم شعور محبط بالفشل أو بعدم تحقيقهم لذاتهم مما يولد لديهم حقدا داخليا عندما يرون نجاحات الآخرين, وتكثر دائما الغيرة بين النساء وبعضهن أو بين الزملاء وبعضهم المماثلين فى الظروف أو التخصص. وتضيف: إحساسك بالغضب تجاه إحدى زميلاتك بسبب ترقيتها أو حصولها على علاوة دون وجه حق بسبب محاباة الرؤساء لها أو بسبب الوساطة قد يحدث.. لكن الغيرة تكون بسبب تميز أو تفوق الزميلة عنك فى شىء ما أنت تفتقدينه فى عملك، وللأسف الغيرة بين زملاء العمل تثير أجواء صعبة للغاية تسودها مشاعر سلبية مهدرة للطاقات ومهلكة للأعصاب مثل التوتر والحقد والوقيعة والكراهية، وبالتالى تؤثرسلبا على إنتاجية الأفراد بل وتنعكس أيضا على حياتهم, ولتجنب تلك المشاعر السلبية عليك بمراعاة بعض الأمور: محاولة معرفة ما يميز زميلاتك عنك وتحليل نقاط الضعف والقوة لديك، ليس للمقارنة وإنما للعمل على تحسين أوضاعك.. تأكدى إن شعورك بالغيرة إن كان بسبب عدم مساواة الرؤساء بين الزملاء أو لشعورك بالظلم فأنت محقة، فهذا شعور إنسانى طبيعى لكن يجب أن تدركى أن هذا الشعور المهلك قد يجعلك فريسة للحقد الذى يبدد من تركيزك وطاقتك اليومية, فاعلمى أن النجاح فى الحياة لا يقاس بترقية أو علاوة فقط، ولا تنسى نجاحاتك الصغيرة اليومية كعمل كنت موفقة فيه أو إشادة الرؤساء بجهودك أو تفوق أبنائك فى دراستهم أو حب الناس لك.. ذلك لا يعنى أن تقبلى الظلم وترضى به، فيمكنك أن تتبعى أساليبا أخرى مع زملائك فى العمل لإقناع الرؤساء لتحديد أساليب موضوعية ملموسة لهذه الترقيات دون إحداث ثرثرة أو تناول الحديث عن أشخاص محببين لهم بأسلوب غير لأئق لأنك بذلك تفقدين احترامهم لك ويفقدك أيضا الحجة الكافية لإيصال الهدف الذى تقصدينه.. وعليك بالصبر لأنك أخذت بالأسباب وحاولت تقويم الخطأ واعتبريه ابتلاء من الله سبحانه وتعالى، فواصلى اجتهادك وأداءك المتميز وستتأكدى بنفسك عن قريب أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا أبدا وأن الفوز يأتى بعد الصبر، وسيحين الوقت ليكتشف الرؤساء بالفعل إنك أقدر وأنفع فتحصلين على ما تستحقينه من حقوق. أما إن كانت الغيرة نابعة منك تجاه إحدى زميلاتك بسبب تفوقها فى مهارة ما مثل قدرتها الفائقة على التواصل الاجتماعى مع الآخرين أو تميزها فى جزئية أنت تفتقدينها فلا بد أن تدركى أنك فى حاجة لمراجعة أسلوب تفكيرك، فبدلا من أن تدورى فى فلكها ركزى أكثر على كيفية تنمية مهاراتك كى تحققى ذاتك وليس لعمل المقارنة بينك وبينها, وتعرفى على نقاط ضعفك من خلال عمل تحليل لقدراتك أومن خلال طلب تقييم الزملاء المخلصين لك, ثم حاولى التغلب عليها, كذلك حاولى التقرب لهذه الزميلة بنية طيبة وتذليل الحاجز النفسى لديك بأن تقدمى لها يد العون فى عمل ما أو أن تسألى عنها من حين لآخر كى تنعمى بمشاعر الطمأنينة تجاهها، فقد تكتشفين فى شخصيتها بساطة أو نقاط ضعف فى أمور حياتية أخرى لها فتتأكدين إن لديك نقاطا أقوى أو إنك بالفعل أنجح منها فى أمورأخرى، وتعلمى ألا تحكمى على الأشخاص بظواهر الأمور. كما أن النجاح المعلن لا يعنى أن الشخص قد نال من كل نجاحات الدنيا، وأن الحياة والنجاح مثل الكراسى الموسيقية يوم لك ويوم لغيرك، فواصلى واجتهدى وركزى مع نفسك فقط، ووسعى دائرة حياتك بين العمل والأصدقاء والرياضة والثقافة حتى لا ينصب تركيزك على العمل وزملائك فقط، فتحققين بذلك التوازن المطلوب فى حياتك الذى يقيك من الشعور بالغيرة. واعلمى أن الله العادل ساوى بيننا فى كل شىء فلا تنظرى بنظرة ضيقة للأمور وفلسفيها لنفسك حتى ترى الأمور بمقدارها الصحيح فتنعمى بالسكينة الداخلية فهى سر السعادة الحقيقية.