انتقد «اليكس فيشمان» المحلل السياسى بمقاله بجريدة يديعوت أحرنوت الصهيونية تهديدات نيتانياهو بشأن التدخل لمنع وصول السلاح الروسى للنظام السورى وانتقال أسلحة متقدمة من حوزة النظام بسوريا الى حزب الله .. قائلاً : ليس من مصلحة اسرائيل إلقاء نفسها بأتون الصراع المستمر بالشرق الأوسط خاصة أن هناك أكثر من 500000 قتلوا بالصراعات الدائرة بالمنطقة فاتركوهم يقتلوا بعضهم البعض بهدوء , فلماذا نعطى فرصة للعرب أن يتفرغوا ويتحدوا خلف القاسم المشترك وهو كراهية إسرائيل . ولايستطيع أحد أن يجزم بقوة الشعب المصرى ونضاله وحاسته لاستدعاء الجغرافية بحدود القطر كله غير منقوص ولو شبراً واحداً .. كذلك استدعاء التاريخ بهوية أصيلة فرعونية قبطية إسلامية دون أن يرجع إلى ما سطرته الحملة الفرنسية على مصر من أن المصرى تحسبه متخازلاً لكنه ينهض نهضة رجل واحد حينما يستشعر الخطر .. وهكذا كان النزول الكاسح لعدد ما يقرب من 23 مليونا للاستفتاء على دستور 2013 وسطرت نعم أو 98% ولم يكن إلا موافقة ضمنية على احتضان المواطن بكل فئاته وأعماره لعودة مصر إلى قواعدها الثابتة التى تقدر بأكثر من سبعة آلاف عام كأول إمبراطورية لها قواعد الدولة ... ثم كانت احتفالية 25 يناير 2014 المبهجة التى غطت على كل انفجار ارهابى من المتحف الإسلامى الى مديرية أمن القاهرة الى مناطق عدة ولم تعد فعلاً المواد المتفجرة التى تقدر بحوالى 19 برميل لمواد شديدة الانفجار Info التى سبق استخدامها فى « أوكلاهما سيتى الأمريكية « عام 1995 ولا مدفعية سام 7 التى أصابت طيارينا الأبطال ولا اغتيال أفضل رجالنا من الشرطة أو الجيش أو الشعب لم يعد استمرار تلك الاعتداءات الارهابية قادرا على إيقاف صوت الشعب الهادر وإرادته الحديدية .. لقد انكشف المستور عن كل التفاهمات بداية من اتفاقية «سايكس بيكو» السرية فيما بين 1915 1916 بين الدبلوماسى الفرنسى فرنسوا جورج بيكو والبريطانى مارك سايكوس ومصادقة روسيا على اقتسام الهلال الخصيب ولكن تم الكشف عن هذا الاتفاق عند وصول الشيوعيين الى سدة الحكم إبان الثورة البلشيفية عام 1917 وانكرت فرنسا وبريطانيا بشدة ذلك التسريب ومع ذلك قسمت المشرق العربى باستثناء شبه الجزيرة العربية لخمس مناطق .. ثلاث مناطق ساحلية هى المنطقة الزرقاء السواحل اللبنانية السورية أعطيت لفرنسا, والحمراء ( السواحل العراقية من بغداد الى البصرة وأعطيت لبريطانيا والسمراء فلسطين ثم منطقتين داخلتين رمز لهما بحرف ( أ ) للمنطقة الداخلية السورية ثم (ب) للمنطقة الداخلية العراقية وقد احتج الصهاينة بعد تدويل فلسطين وكان لهم ما أرادوا من خلال وعد بلفور .. ولن ننسى أبداً برنارد لويس والذى كان مستشاراً لإدارة بوش الأب والابن والذى شارك فى وضع استراتيجية غزو العراق من خلال حرب خليجية ثانية لتصحيح حدود « سايكس بيكو « مع الرغبة فى تدمير ثقافة العرب ورفض أى حل سلمى وبذلك يسهل إعادة استعمارهم وهذا ما يفسر قول بوش الابن بانها ستكون حربا صليبية وقد استدرك فى قوله إنها كانت زلة لسان .. ولقد مرت 12 عاماً على اطلاق كونداليزا رايس جملتها الشهيرة سنصنع شرق أوسط جديد ... فهل بعد كل تلك الأحداث التى غيرت منطقتنا فى العقد الأخير نتساءل لماذا هب المصريون متماسكيون كحائط صد صلب لاحتضان مصر ؟.. نعم فهى الأرض والعرض . فهل من مجيب ؟ لمزيد من مقالات د.سامية خضر