فى ندوة اتسمت بالصراحة، دار حوار ساخن بين مجموعة من شباب الأحزاب والحركات السياسية من ناحية، والمهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب من ناحية أخري، رصد خلالها »الأهرام« آمال الشباب ومطالبهم لبناء المستقبل. أبرز المطالب انحصرت فى ضرورة الإفراج عن الشباب المحتجزين من رموز ثورة يناير، وكذلك ضمانات حرية التعبير والرأي، ووقف تشويه الشباب فى وسائل الإعلام بتهمة التخوين، وقبل كل هذا تمكين الشباب من المناصب السياسية والقيادية فى المرحلة المقبلة. وايمانا بدور «الأهرام» لفتح حوار مع الجميع، كانت هذه الندوة لمختلف الآراء المشاركة بالحوار فى إطار سياسة، تحريرية جديدة، تحترم اختلاف وجهات النظر وصولا إلى المصلحة العامة، وكانت البداية: الأهرام: كيف تستفيد الوزارة من العمل الأهلى فى تطوير مراكز الشباب؟ قال المهندس عبدالعزيز وزير الشباب: إن مؤسسات المجتمع المدنى ستساعدنا فى تطوير الملاعب ومراكز الشباب، مشيرا إلى أن الوزارة تقوم بإعداد مسابقة تحمل اسم «إبداع» تصل جائزتها إلى 50 ألف جنيه للشعر والمقال والقصة القصيرة، بالإضافة إلى حصول الفرق الفائزة على مبلغ 200 ألف جنيه. وأشار إلى أهمية دور مؤسسات المجتمع المدنى وشركات القطاع الخاص فى التنسيق مع الوزارة لتطوير مراكز الشباب. وعلى غير المتوقع جاءت البداية ساخنة، بتوجيه الشابة أسماء عبدالحميد، عضو لجنة الشباب بالمجلس القومى للمرأة سؤالا لوزير الشباب عن مدى رضائه بالمناخ الحالي، وهل يتمتع الشباب المصرى الآن بالحرية المنشودة التى كانت من أهم مطالب ثورة 25 يناير؟ بداية قال المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب إنه يقدر أرواح شهداء مصر الذين سقطوا على مدى السنوات الثلاث السابقة لتحقيق مطالب وطموحات الشعب المصرى من عيش وحرية وعدالة اجتماعية، مؤكدا أن مصر ليس لديها أى مشكلة فى حرية التعبير عن الرأى منذ اندلاع الثورة، مستشهدا بما حدث فى أحد اللقاءات الحوارية التى عقدت بوزارة الشباب خلال عام 2011 وهاجم الشباب خلالها حكومة الدكتور كمال الجنزورى دون أى تقييد أو قمع للآراء. وأضاف عبدالعزيز أن سقف الحرية والتعبير عن الرأى حاليا يعتبر مرضيا، داعيا الشباب من مختلف القوى السياسية للاستفادة من المنشآت الشبابية للوزارة وعقد الندوات التى يرغبون بتنفيذها لتوعية الشباب بالانتخابات الرئاسية المقبلة وإبداء آرائهم بكل حرية دون أى تقييد أو رقابة. وتطرق أحد الشباب المشاركين إلى ما يقال عن القبض على عدد من الشباب فى أثناء ترويجهم للمشاركة فى التصويت على الدستور والتصويت ب»لا«؟ عبدالعزيز أبدى غضبه من هذه الظاهرة قائلا: إن من يقوم بإلقاء القبض على الشباب بمجرد أنه سيصوت ب»لا« فى حقيقة الأمر أنه بذلك يعمل ضد الحكومة. كريمة أبو النور عضو حزب الدستور: أطالب الوزير بالتدخل للإفراج عن الشباب المعتقلين، خاصة الرموز الشبابية لثورة 25 يناير، وداعية الوزير للنظر صوب المحافظات المهمشة وتركيز الضوء عليها فى الفترة القادمة؟ عبدالعزيز: لقد تواصلت بالفعل مع وزير الداخلية للإفراج عن بعض الشباب المعتقلين إذا لم يثبت إدانتهم، وأؤكد أن جهاز الشرطة فى أى دولة تكمن مهمته الرئيسية فى ضبط الخارجين على القانون، وأنه كلما انخفض عددهم داخل المجتمع أعطى مؤشرا بالتميز لجهاز الشرطة. وأضاف أنه بالنسبة للأقاليم والمحافظات المهمشة فإن الوزارة قد حولت تركيزها نحو المحافظات، إلا أن دور الإعلام فى التركيز على ما تقدمه الوزارة لهذه المحافظات ضعيف جدا مقابل تركيزها على أنشطة الوزارة داخل محافظة القاهرة وهذا يظهر للرأى العام أن الوزارة لا تلقى بالا للمحافظات والأقاليم المهمشة. بعض الشباب تطرق للحديث عن دور الحكومة فى حل المشكلات اليومية للمواطن المصري، خاصة التعامل مع الملف الأمني؟ عبدالعزيز: إن هدف الدولة كان منصبا فى فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة وهذا ما تمت مناقشته خلال الاجتماع الأول للحكومة، بعيدا عن المشكلات اليومية للمواطن، مشيرا إلى أن الحكومة كثيرا ما اتهمت بأن يدها مرتعشة، وذلك لأن الانطباع الأول عنها أنها عاجزة عن حل المشكلات المتراكمة وتحول ملفات كثيرة إلى ملفات أمنية. } سيد نور عضو الهيئة المركزية بحملة مستقبل وطن مراكز الشباب أتمنى أن يحظى الرئيس القادم بتوافق وطني، واتساءل عن مدى إمكان تمكين الشباب داخل الحياة السياسية؟ وأجاب الوزير مؤكدا أنه من الصعب أن يجمع الشباب على رأى واحد، وبالتالى من الصعب أن يحصل توافق تام على الرئيس القادم. وأضاف أن عدم تمكين الشباب من المناصب عقب ثورة 25 يناير أفادهم كثيرا لأنهم فى الفترة الحالية غير مؤهلين أضف إلى ذلك أن 75% من وقت الوزراء حاليا هو لحل المشكلات الإدارية داخل الوزارات فقط، وبالتالى كان سيتهم الشباب بالفشل إذا لم يستطيعوا تحقيق تطلعات وطموحات الشارع، مشيرا إلى أن التركة ثقيلة ويلام على العهد السابق أنه لم يستطع النهوض بالبلاد فى ظل وجود أجواء مستقرة ومهيأة للابتكار والعمل بعيدا عن الضغوط. لكن يستطيع الشباب الوصول إلى النجاح عن طريق أخذ جرعة مكثفة من التأهيل والتدريب قبل تمكينهم بطريقة تدريجية يستطيع من خلالها الشباب تصدر المشهد فى السنوات العشر القادمة، ملمحا إلى أن ما تعلمه الشباب خلال ثلاثة أعوام أكثر بكثير مما تعلمه من سبقوهم خلال 30 عاما الماضية. وناقش الشباب الوزير عن المحليات؟ فقال: أرى أن الانتخابات القادمة ستكون عنيفة، وأنه من غير المسموح للشباب خسارة مقاعد المحليات، مطالبا بسعى الشباب للحصول على مالا يقل عن 30 ألف مقعد فى المحليات ما يجعله قريبا من رجل الشارع والتمكن من خدمة المجتمع، وهذه فرصة لتأهيل الشباب لخوض الانتخابات البرلمانية مستقبلا. حقيقة ما يقال عن عزوف الشباب عن المشاركة فى التصويت على دستور 2013؟ وزير الشباب: إن الوزارة قامت بإجراء دراسات حول مشاركة الشباب فى التصويت على الدستور منها دراسة أجريت على 40 لجنة فقط فى محافظة القاهرة، وجاءت مشاركة الشباب بنسبة 397.1%، أما فى المحافظات الأخرى فجاءت أقل مشاركة للشباب بنسبة 53% وأعلى مشاركة للشباب كانت 75% فى محافظات أخري، ولفت إلى أن الوزارة تلقت نحو 45 سببا لمشاركة الشباب فى الاستفتاء أو عدم المشاركة. وسأل أحد المشاركين من حملة مستقبل وطن ، عن خطة الوزارة بالنهوض بمراكز الشباب؟ الوزير: مع حلول عام 2015 ستكون هناك ملاعب نجيل صناعية على أعلى مستوى داخل 2500 مركز شباب، وذلك بالتعاون مع الشباب والشركات الراعية. واستطرد عبدالعزيز قائلا: الوزارة تعمل حاليا على تمكين الشباب من مشاهدة مباريات كأس العالم خاصة أن الدولة لا تستطيع حاليا دفع مبلغ 100 مليون جنيه لإذاعة مباريات كأس العالم. وأوضح أن الوزارة سيتم اختيار 10 مراكز شباب من كل محافظة دون عناء ولن يكلف ذلك الوزارة شيئا، كما أعلن المهندس خالد عبدالعزيز أن الوزارة وضعت خطة متكاملة لإنشاء ملاعب لكرة القدم بنظام النجيل الصناعى داخل مراكز الشباب بمختلف محافظات الجمهورية لجذب النشء والشباب لعضوية المراكز وممارسة الرياضة بداخلها، معلنا أنه مع حلول عام 2015 سيكون داخل 2500 مركز شباب ملاعب نجيل صناعى على أعلى مستوي، وخصصنا 27 مليون جنيه لدورى مراكز الشباب، وقامت الوزارة بالتعاقد مع وزارة الإعلام لبث هذه المباريات مباشرة على التليفزيون المصري. محمود إبراهيم عضو المكتب السياسى والهيئة العليا بالحزب الديمقراطى الاجتماعى الشباب ضحى بدمه نريد أن نعرف خطة لتدريب الشباب وتأهيلهم من مراكز الشباب التى لا تمثل مجرد ملعب فقط وإنما تقوم بدور توعوي؟ لدينا مركز للتعليم المدنى فى كل محافظة يحتوى على مسرح وقاعات ومعامل دورها تنمية المهارات للشباب، والطريف فى الأمر أنه كان لدينا فى السابق مراكز شباب عبارة عن غرفة غسيل فوق السطوح ويتم صرف رواتب للعاملين بها، ولكنى أؤكد لكم أن كل هذا ألغى تماما ولا وجود للتحايل على الوزارة تحت أى مسمي، موضحا أن الوزارة لديها نحو 4500 ملعب حاليا، إلا أنه كان يكفينا 2000 فقط، أما باقى مراكز الشباب فكانت عادة تأتى ضمن الحملات الانتخابية للمرشحين لمجلس الشعب فى السابق. وعن الوضع الحالى للمناصب القيادية داخل الدولة أكد عبدالعزيز أنه فى السابق كان يكفى المسئول رضاء رئيسه ليظل فى منصبه إلا أن الأمر اختلف تماما وأصبح الآن عكس ذلك وبات المسئول يخاطب ود الشعب وحده ويعمل على إرضائه لأن الذى لم يحصل على تأييد من الشعب لن يقبل به الشعب مرة أخري. انتقد د. احمد عنانى ممثل الشباب فى الحزب المصرى الديمقراطى مع معظم الحضور الأداء الإعلامى والمحاولات المتكررة لتشويه شباب الثورة متسائلا عن سبب صمت الدولة عن تجاوزات بعض الإعلاميين تجاه الشباب؟ كما طالب بسرعة انشاء مفوضية الشباب التى وعد بها الرئيس ومستشاره السياسى كما طالب بضوابط عامة لسير العملية السياسية تحت مظلة القانون. قال عبدالعزيز: إن أى تصرف إعلامى من شأنه الاضرار بسمعة المواطن المصرى مرفوض تماما، مطالبا كل الإعلاميين بالالتزام بمعايير الإعلام العصرى وأيضا دار النقاش حول دور الوزارة فى تأهيل الشباب لسوق العمل؟ قال: لدينا دورات تدريبية لتأهيل كوادر سياسية، معترفا بأنها لم تصل لكل الشباب، ويرجع السبب لعدم وجود اهتمام إعلامى بما تقوم به الوزارة. وأضاف أن الوزارة أقامت الملتقى التوظيفى وقدمت خلاله نحو 38 ألف فرصة عمل بالقطاع الخاص والعجيب أن من حصل على هذه الوظائف بلغ نحو 7200 شاب فقط بسبب عدم وجود الخبرة لدى الشباب أو عزوفهم عن تلك الوظائف لضعف دخلها الشهري.