قبل أن أخط هذه الكلمات بلحظات كنت أعد حساباتى لسطور حول إشكالية اقتصادية طالما طاردت أفكارى بعد إعلان وزير الماليه عن حزمة الإنقاذ الاقتصادية الثانية والتى رصدت لها الوزارة نحو 33.9 مليار جنيه معظمها منح نقدية وعينية من الشقيقية الإمارات، لكن جاءت فاجعة كوبرى الشيخ منصور بالمرج، فقلب حساباتى رأساً على عقب بعد أن سقط فوق رؤوس أصحاب العشش أسفل الكوبرى بسبب حريق - لا أدرى أى حريق فى عشش تدفع كوبرى للسقوط - وكأن أعمدته من خشب شجرة الزنزل، ولمن لا يعرف الزنزل فهو أضعف أنواع الأخشاب ولا يستخدمها الفلاحون فى إقامه العشش التى تأوى مواشيهم على الاطلاق، لأنها هشه، ولا يمكن أن تحمى المواشى. ولأن الاستثمار فى البنيه الأساسية، ومنها الكبارى من الاستثمارات الثقيلة، ونحن فى أمس الحاجة لكل مليم يضخ فى الاتجاه الصحيح، فليس لدينا رفاهية الفساد الذى دفع كوبرى للسقوط مثل سقوط أوراق الشجر. وإذا قادت الصدفة أى مسئول للسير أسفل الكبارى التى تربط الطريق الدائرى بين المسافة الواقعة من محور 26 يوليو وحتى منطقة المريوطية سيجد أن كارثة الشيخ منصور ستتكرر كثيرا، فأسفل هذه الكبارى توجد بحيرات من مياة الصرف الصحى والتى ستؤدى لا محالة إلى كارثة بسبب غرق أعمدة تلك الكبارى فى مياة أشبه بمستنقعات موقوته، تحتاج لتحرك سريع قبل أن تستجيب أعمدة الكبارى لإغراءات المياه، وكوبرى حى الهرم خير شاهد ودليل. ولا يمكن أن تمر تلك الواقعة مرور الكرام، قبل أن نعرف الأسباب الحقيقية لإنهيار الكوبرى بعيداً عن الحريق، خاصة وأن يد الفساد لا زالت باطشة، قبل أن تلتهم الكبارى الموقوتة مليارات مصر المنهوبة. ونحن مقبلون على مرحلة اقتصادية تحتاج إلى إدارة قوية على كافة الأصعدة، أشبة بإدارة حرب، للحفاظ على مقدراتنا وتحقيق أقصى استفادة من ثرواتنا، يعاقب خلالها المقصرون ويعزز فيها المنتجون. لمزيد من مقالات محمد حماد