هذه السلسلة التي تصدر عن دار الكتب ويشرف عليها الدكتور احمد زكريا الشلق تعد من وجهة نظري واحدة من أهم سلاسل الكتب التي تصدر في مصر في الوقت الراهن ، خاصة بعد وفاة الدكتور عبد العظيم رمضان وتغيير المشرف على سلسلة «تاريخ المصريين»س التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب . وكانت هذه السلسلة قد تأسست على يد مؤرخ آخر بارع ومتميز هو الراحل الدكتور يونان لبيب رزق . يكفى أن تنظر فقط إلى آخر العناوين التي صدرت عنها مؤخرا مثل تاريخ البنك الاهلى المصري او قضاء مجلس الدولة أو الجالية البريطانية في مصر أو الجالية الفرنسية في مصر ، لتعرف أن هناك سلسلة كتب في التاريخ مهمة لا يمكن أن يهتم الناشر الخاص بنشرها وبالذات بعد ان أوقفت دار الشروق سلسلة تاريخية مهمة كانت تصدر عنها .ولكن دار الكتب تقوم بما يجب عليها أن تقوم به وتنشرها وهذه هي الصناعة الثقيلة التي يجب ان تهتم بها مؤسسات الدولة الثقافية وإذا كان لنا أن نشير إلى عنوان كتاب يوضح أهمية كتب السلسلة فهو كتاب «التاريخ الثقافي لمصر الحديثة :المؤسسات العلمية والثقافية في القرن التاسع عشر» للدكتور وائل إبراهيم الدسوقي الذي سبق أن نشرت له السلسلة كتابا علميا موثقا مهما هو «الماسونية والماسون في مصر». و الكتاب الجديد يوضح ارتباط تأسيس الدولة الحديثة في مصر بمؤسسات ثقافية مثل المطبعة والجمعيات الثقافية والأهلية ومؤسسات الآثار التاريخية . وقد وضع الدكتور الشلق وهو مؤرخ كبير ومتميز بصمته على السلسلة بحيث أعطى للسلسلة علامة جودة علمية فقبل أن تقرأ الكتاب تدرك انه متميز من الناحية العلمية فضلا عن انه يسد فراغا في الكتابة التاريخية .وقد جمعت السلسلة عددا من المقالات المهمة غير المنشورة في كتب لكل من الدكتور يونان لبيب رزق والدكتور رءوف عباس وبعض المقالات تتناول حرفة التاريخ والمؤرخين . وهذه السلسلة مظلومة لأنها رغم انخفاض أسعارها فإنها لا تباع سوى في معارض الكتب ومنافذ البيع المخصصة لدار الكتب، الأمر الذي يشكل صعوبة أمام اى قارئ يريد أن يحصل على كتبها ، وبالتالي فانه على مسئولي الدار أن يبحثوا عن وسيلة تجعل هذه الكتب متاحة في المكتبات الخاصة أو فروع الهيئة المصرية العامة للكتاب لأنها على الرغم من أهميتها فإن ضعف التسويق يجعل كثيرا من القراء لا يعرفون عنها شيئا . لمزيد من مقالات خالد السرجانى