كل شيء تغير في حياته وبالتحديد بداية من العام الماضي. حتي تسريحة الشعر بل والاسم أيضا. اعتاد أحمد المحمدي, أو يكاد تعود, علي الاسم الجديد إيلمو, الذي يناديه به مدربه وزملاؤه في فريق سندرلاندالإنجليزي. وهذا الإسم هو الحروف الإنجليزية الأربعة الأولي من اسمه والده. أما الصحافة فتفضل رطه بمصر. فتسميه صحيفة إيفننج كرونيكل, الصادرة في الإقليم الذي يقع فيه نادي سندرلاند, النجم المصري. في الأول من يوليو عام2011, بدأ التغيير الحقيقي في مشوار احتراف لاعب إنبي عندما جري توقيع عقد احترافه مع الفريق الإنجليزي مقابل مليوني جنيه استرليني(20 مليون جنيه مصري), ليكون أغلي لاعب مصري يحترف في أوروبا, والمصري الوحيد المحترف في الدوري الانجليزي الممتاز. وسبق ذلك إعارة المحمدي من فريق إنبي إلي سندرلاند في الفترة بين الأول من أغسطس عام2010 وحتي الحادي والثلاثين من مايو عام.2011 كل شيء يتصل بعلاقتي بكرة القدم تغير, يقول المحمدي في حوار أجراه معه الأهرام, بعد المباراة المثيرة التي فاز فيها سندرلاند علي مانشيستر سيتي, متصدر الدوري الانجليزي, بهدف مفاجئ في الدقيقة الأخيرة من المباراة. وبعدها ارتفع ترتيبه إلي العاشر في قائمة الأندية. عندما يقارن المحمدي بين الكرة في انجلترا وفي مصر, يلخص المقارنة قائلا الاختلاف الرئيسي بين الكرة في مصر وانجلترا هو الالتزام. ويضيف: اللاعبون في غاية الالتزام لأنهم يعلمون أن هذه مهنة لها أصول وهي مصدر رزقهم. وبسبب إيمانه الراسخ بالالتزام, ينصح المحمدي,24 عاما, زملاءه المصريين الراغبين في الاحتراف بألا يعولوا فقط علي المهارة واللعب. كل طرف في رياضة كرة القدم له دور يجب أن يلتزم به, هذا أحد الدروس التي تعلمها اللاعب المصري من حوالي عام ونصف علي احترافه في الدوري الانجليزي. فهو يؤمن بأن اللاعب دوره أن يلعب ويبذل أقصي ما يستطيع, والمدرب دوره هو التدريب والتخطيط وقيادة الفريق ولا يجب أن يضع اللاعب نفسه مكان المدرب. ولهذا فإن المحمدي لا يشعر بأي ضيق, كما يقول, لأنه يجلس كثيرا علي دكة الاحتياطي ولم يعد يشارك في المباريات, بعد تولي مارتين أونيل تدريب سندرلاند أخيرا, بخلاف ما كان عليه الحال في أيام المدرب السابق ستيف بروز. بالطبع كنت ألعب أكثر. ولم أشارك في أي من المباريات الثلاث الأولي بعد تولي أونيل. لكن من حق أونيل أن يأخذ وقته للتعرف علي مهارات اللاعبين ويبقي القرار قراره. ويضيف المحمدي أنا راضي بالفرص القليلة التي أعطاها لي أونيل حتي الآن, خاصة أنه قال من أول يوم أن الجميع سوف يأخذ فرصته وذكر اسمي بالتحديد لذا فأنا مطمئن. ويؤكد أنا لاعب فقط ولست مدربا كي آخذ قرارات نيابة عن المدرب. هذا هو أحد أوجه الخلاف التي يراها المحمدي بين المدرب المصري والإنجليزي. المدرب المصري كفؤ لاشك في ذلك لكن الفرق الأساسي بينه وبين الإنجليزي أن الأمور هنا( في الكرة الانجليزية) تقوم علي المساواة في الفرص والتقييم وفق الأداء وليس لأهواء أو تفضيلات شخصية. وهذه ثقافة يتمني لاعب سندرلاند أن تنتقل إلي مصر. هذه القناعة تجعله, كما يقول, حريصا علي استكمال فترة عقده الحالي مع سندرلاند. غير أنه سيكون سعيدا بالبقاء في الفريق بعقد جديد وإن كان هذا لا يمنعه من التفكير الجدي في حالة تلقيه عرضا آخر بعد انتهاء عقده مع سندرلاند. والبرودة فعلاقاته, كما يقول, دافئة محترمة مع كل الزملاء وأصبح لي أصدقاء إنجليز في فترة قصيرة للغاية. كانت اللغة عقبة في البداية. غير أن النادي ساعده في التغلب عليها عن طريق دورات انجليزية مكثفة. كغيره من المصريين المغتربين في المملكة المتحدة, يشعر المحمدي, الذي لم يزر أوروبا قبل مجيئه إلي سندرلاند, بالغربة أحيانا. زيارات الأصدقاء المصريين في العاصمة البريطانية لندن تخفف الإحساس بالغربة. الإنشغال شبه الدائم بالمبارايات والتدريب يشغلان المحمدي عن التفكير في الغربة. أحيانا لا أجد وقتا تشغلني في الغربة. فالمبارايات كثيرة والدوري لا يتوقف في أثناء الشتاء. أحيانا يفتقد المحمدي, المولود في المحلة الكبري بمحافظة الغربية, أطعمة المطبخ المصري. اشتاق كثيرا إلي الطبخات المصرية وخاصة الحمام المحشي, ومهما يكن طعم هذه الأكلات في مطاعم لندن فإنها لا تقارن بأكلات البيت في مصر. ورغم شوقه لمصر فإن النجم المصري لا يتوقع العودة إليها بعد انتهاء عقده مع سندرلاند في يونيوعام.2014 لن أعود إلي مصر قبل ثماني سنوات من الآن, يقول المحمدي بنبرة أمل كبيرة, برغم أنه لا تلوح في الأفق بوادر تلقي عروض من فرق أخري. ويأمل في أن يتجدد عقده مع سندرلاند. أما النادي فيعتقد إن مشوار المحمدي معه لايزال في البداية. يحمل المحمدي هو الآخر الكثير من الفضل والجميل للكرة الإنجليزية والمصرية أيضا. فقد كانت مباراة مصر وانجلترا في الثالث من مارس عام2010( والتي خسرت فيها مصر بهدف مقابل ثلاثة) بداية مشواره الحقيقي نحو الاحتراف. ماذا لو تغيرت الظروف ولم يتلق المحمدي عرضا سواء بالبقاء في سندرلاند أو الانتقال إلي غيره؟ يجيب اللاعب المتفائل: لا أود العودة إلي مصر خلال السنوات المقبلة لأن مشكلات الكرة المصرية كثيرة والأمور غير واضحة الآن. ويضيف لا يزال أمامي الكثير أتعلمه من الاحتراف في الخارج. الكرة العربية ربما ستكون البديل المأمول لدي المحمدي, للكرة الإنجليزية.فهو يفكر في مواصلة مشوارالاحتراف في أي من فرق دول الخليج.