تعليقا على ما أثير فى «بريد الأهرام» بعنوان "الأسماك القاتلة" والخاص بالإنزعاج بشدة لاستخدام المزارع السمكية لهرمون الميثيل تستوستيرون فى استزراع أسماك البلطي.. أقول إن "المفرخات السمكية" تستخدم الهرمون مضافا لعليقة زريعة الأسماك، وذلك لتحويل الجنس إلى ذكور فقط حتي يتسنى للمستثمر أن يحصد نفس العدد من الأسماك المستزرعة وبأحجام تسويقية مناسبة. أما عن المخاوف من أن هذه الأسماك سوف تصبح قاتلة، أقول: إن المزارع تتوقف عن تقديم الهرمون خلال أسبوعين فقط ، والأسماك لاتزال فى مراحل الزريعة، ثم تتغذى الزريعة على علائق طبيعية حتى تصبح أصبعيات ومن ثم الحجم التسويقي، وفى تلك الفترة تتخلص الأسماك تماما من أى تراكم أو آثار للهرمون، وهذا ما أكدته أبحاثنا العلمية على مدى العقدين السابقين. وعلاوة على استخدام الهرمونات فى تحويل الجنس فى الأسماك، فقد أكدت الأبحاث أن تزاوج أسماك البلطي "النيلي" بأسماك البلطي "الأوريا" ينتج عنه أسماك وحيدة الجنس، فسبحان الخلاق العظيم، فأسماك البلطى من الأسماك العظمية التى تضع فيها الأنثى ملايين البيض فى الماء، فإن تم تخصيبه بذكور البلطى النيلي، تنتج عنه زريعة من الجنسين تسبح فى مياه المصائد وتتواءم مع مخزونها كمصدر دائم، أما تخصيبه بذكور البلطي "الأوريا" فينتج عنه زريعة وحيدة الجنس.. وهنا أؤكد أن مستقبل مصر هو فى الاستزراع المائي، خاصة الاستزراع البحرى لسد الفجوة الغذائية واحتياجاتنا من البروتين الحيواني، مع التأكيد على أن أفضلية أسماك المزارع تأتى أيضا من خلال الإدارة الجيدة ومتابعة جودة المياه التى هى بيئة المزارع السمكية. د. خالد حسين زغلول رئيس قسم علم الحيوان بجامعة الفيوم