الجهلاء شككوا فى وجود الله ووحدانيته ، فماذا أتوقع أنا وأنت من هؤلاء الحمقى ، إذا كنت ناجح وتناصر الحق حتى لو تعارض مع منفعتك الشخصية ، سوف يقابلك الخبيثون والمنتفعون بحرب ضروس لينالوا منك. عندما تجد أحدا ينقدك بصورة هدفها هدمك وليس تقويمك ، تأكد إذا أنك تفوقه صلاحا أو علما أو أدبا ولذلك فأنت فى نظره هدف لابد من العمل الممنهج لهدمه لتنزل منزلته وحينها يرضى عنك ويقف عن نقده الآثم لك وفى هذه اللحظة تكون أنت الخاسر الأكبر وتعطيه ما أراد بضعف إرادة وقلة ثقة منك. لا تكترث أبدا لهؤلاء الغافلون الخبيثون المنتفعون ولا تنصت لنقدهم المدروس المتعمد وكن كالجبل المهيب الصامت الصامد لا يكترث ببرد ولابرياح عاتية ، لتثبت دائما وجودك وقدرتك على البقاء ، فلا تعكر أيامك بمكرهم وأعرض عنهم ولا تك فى ضيق مما يمكرون. وأعلم أنه بقدر قيمتك يكون النقد الآثم المفتعل الموجه لك وتذكر قول الله تعالى "قل موتوا بغيظكم " ولا تجالس الخبثاء ولا تتجادل معهم جدالا لا طائل من وراءه ولا فائده منه سوى تكديرك والحياة قصيرة ليس بها وقت لتضيعه فى الكدر والحزن والجدال مع الخبثاء . لا تنزل لمنزلة الخبثاء والمنتفعين أبدا ، بل تمسك بصلاحك وفضائلك وبالإنسانية التى بداخلك ودافع عن الحق فى الحياة لأى إنسان مسالم وتمسك بضرورة إرساء قيم العدالة والمساواة وحرية الأختلاف فى الرأي وحرية الأعتقاد والفكر والتسامح والمحبة ومحاربة الظلم والطغيان والفساد والتخلف الاقتصادى والسياسى والاجتماعى وتقدم للأمام ولا تنظر إلى الخلف وأعلم أنك من المستحيل أن ترضى الطيب والخبيث من الناس فى الوقت ذاته . [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي