رغم انضباط إيقاع هذا الموال ينادونه بالأعرج, ويطلقون علي كل قافية فيه زهرة لينعم المتلقي بحديقة المعاني عند اكتماله. أبدعته الجماعة الشعبية وأسمته أعرج لأن غصنه الرابع بلا قافية, وهو أكثر الأشكال التي يرددها الموالة, ويسمي الموال الخماسي نسبة لعدد أغصانه, ويطلق عليه آخرون موال الخمس زهرات, وقوافيه الثلاث الأول من جناس واحد, والقفل الرابع يتحرر من قوافي الثلاثة الأول, بينما القفل الخامس يكون بقافية وجناس الأقفال الثلاثة الأول, كما يبدو علي النحو التالي: ( عتبة الموال) يامصطفي ياللي نورك نور الظلمات... وأرسلك ربنا بالبشري والرحمات ياللي الكواكب لنورك ساجده في السموات (بدن الموال) بالله يا مصطفي لا تنسي أحبابك ( غطاء الموال) دا انت الشفيع للأمم م الذنب والزلات ولا ينشغل موالة هذا النوع بالقوافي المشفرة, أي آلة تعتمد علي لزوم مالا يلزم, وتتسم بجناس لفظي كامل), لأن بناءه يتجه بالأساس إلي الحكمة لا الزخرفة, ويبني علي عتبة ثلاثية الشطرات, تسلم لبدن قصير يصعد بتوتر الموال إلي النهاية لتصفو الحكمة: حرص علي مقدمك ياللي الهوي راميك واحذر من الخصم ناوي ع الأذي يرميك اضرب بسيفك في أعناق العدا وحديك مثل سمعناه م اللي قبلنا قالوه إيه تعمل الحساد إذا كان الإله حاميك ويحتل الموال مكانة رفيعة في المناسبات الاجتماعية, لتمكنه من التعليق علي أحداث الجماعة, واحتواءه حكمة تجسد مواقفها, وقد يدخل في حكاية شعبية, أو يشتبك مع مثل أو نص شعبي ليقيم حوارا مع أشباهه من النصوص الشعبية الأخري, وربما يستخدم الموال مثلا شعبيا. وفي الموال الخماسي تمثل الأقفال الثلاثة الأول( متحدة القافية) الحركة أو الوحدة الأولي في بنائه, أي عتبة الموال, وهي تمهد للصعود إلي الحركة الثانية التي تسمي بدن أو ردف الموال, وهي البيت الرابع غير المقفي ويكون بداية جملة يكملها الشطر الأخير, أي غطاء الموال, أي أن حركة البناء تصعد في الشطرين الأخيرين كأنهما بيت واحد, وهنا يتحد بدن الموال بغطائه لتنتهي التجربة, فالشطر غير المقفي في الموال يمثل منحني الصعود في الرؤية والتشكيل واقتناص الحكمة التي يتم اصطيادها مع رباط الموال: يارب صاحب أمانة نعمله مرسال للي جحدنا وبعد الدم لم بيسال سايق عليكو النبي لم تقطعوا السلسال خلوا جنات الوداد بيناتنا تجري والله النبي ع الصحابه كل يوم بيسال