و فن »النميم« يُنطق بلهجة من أبدعوه ، وكذلك فان قوافيه يكتنفها الجناس التام احيانا، والناقص احيانا أخري.. ومنه قولهم : انا من صُغري.. ماسك القلم.. والكراسة ومن جهة الجمال.. ماخداهو.. وراثة ( اي واخداه ميراث ) نزْ لِتْ من الهرم .. و مرّ تْ .. علي الدراسة تسْعين سِرْ ب طيران .. فوقيها .. حراسة وعلي القالب التربيعي صِيغ فن « الواو«، وهو فن جنوبي ايضا .. و يختص فن »الواو« ببحْر شعري معين ، وطريقة تقفية معينة، فوزنُه الشعري هو « مجزوء بحر المجتث« .. والمقطوعة منه تتكون من بيتين شعريين، اي من اربع شطرات، ويشترط ان تُقفّي صدور الابيات معًا بنفس القافية، واعجاز الابيات معًا بقافية مغايرة للاولي التي في الصدور.. يقول صاحب هذه السطور : الواو موْ لود حدانا ( اي عندنا ) و حْدانا عمّه وخالُه ولا حدّ يحْدي حدانا ( من الحداء ) ولا غيرنا في القول خالوا ( من الخيلاء ) كما ان السيرة الهلالية - في صيغتها الصعيدية - هي ايضًا علي قالب التربيع .. ولمربعاتها نفس خصايص فن الواو من حيث التقفية والوزن الشعري.. ومنها المقطوعة التي تقول : ولا عايمة الا ما تِرْ سي وتْيجي برّ ها بالسلامة تسْعة وتِسْعين كرْ سي وقفوا للاسْمر سلامة وعلي قالب التربيع - ايضًا - يُصاغ فن »القوما»، وهو فن اشتُق اسمُه من من قول من يتغنّون به في شهر رمضان لتنبيه الناس من اجل الاستيقاظ لتناول طعام السحور.. فقد كانوا - عقب كل مقطوعة - يصيحون بعبارة « قوما للسحور « .. وكل مقطوعة تتكون من اربعة اقفال ( اي اربعة اشطُر ) تتفق ثلاثة منها في الوزن والقافية ، اما القفْل الرابع فاطول منها ، وتُهمَل قافيته ( وهذا القفل ترتيبه الثالث في المقطوعة ) ، ومنه المقطوعة التي غنّاها القوّ ال ( ابن من يُْدعي ب «ابن نقطة «) تحت قصر الخليفة العباسي ، لتنبيهه للسحور .. تقول المقطوعة : يا سيّد السادات / لك بالكرم عادات انا بُنيّ ابن نُقطة / تعيش .. ابي قد مات ولا ننسي ان القالب التربيعي قد صيغت عليه فنون شعرية في بلاد الشام ، مثل الميجنا « و « العتابا « - والتي سوف نعود لنتعرض لها بالشرح والتحليل المفصل في حلقات قادمة ان شاء الله - اما في السودان، فهناك - ايضًا - فنون مثل « الحاردلّو « و «المسْدار»و « الدوباي السوداني « ولسوف نتناولها جميعا، كل فن علي حِدة .. ونصل الان الي ثالث الفنون القولية السبعة، التي جاء ذكرها في اولي حلقات هذه السلسلة من المقالات، الا وهو فن «الدوبِيت« .. وهو الذي كان ضمن الفنون القولية الثلاثة المعربة دائما، ولا يُغْتفر اللحن فيها - مثل الموشحات تمامًا - ولكن بمرورالزمن، ومع الفتوحات الاسلامية، واختلاط العرب بغيرهم من الاجناس البشرية الاخري، فقد تطرّ ق اللحن الي اللغة العربية المستخدمة في الابداع، وذلك منذ العصر العباسي، وكانت الموشحات مقدِّ مة لظهور « فن الزجَل « .. ولكن « الدوبيت « كان اقل تأثرًا بأعجمية اللغات الغريبة ، واقل قابلية لعامّيّة المفردات .. و« الدوبيت « هو فن قولي يُصاغ شعرًا علي بحر من الاوزان الفارسية ، اي انه لا يصاغ علي البحور» الخليلية» المعروفة، ولا غرابة في ذلك، فقد اقدم بعض كبار الشعراء في العصر العباسي مثل « بشّار بن بُرْ د »و« ابي نواس »و« ابي العتاهية« وغيرهم من شعراء العربية الذين قد خاضوا تجربة التوليد- اي استخراج انساق موسيقية مغايرة للسايد المعهود ، وذلك عن طريق استخدام مجزوء ات البحور الخليلية ، ومشطوراتها ، ومنهوكاتها ( بالمعني العروضي لهذه التعبيرات ) وكذلك عن طريق عكس « دواير العروض « الخليلية ( فيما ُسمّي بحركة الشعراء المولدين ) ، كما استخدموا الالفاظ الماجنة والخليعة - ينطقونها كماتنطقها »القيان« و »الجواري« - فظهرت المقطّعات الشعرية التي سبق ان تحدثنا عنها.. وايضًا لان بعض هؤلاء الشعراء يمُتّون الي بلاد فارس بصلة ، فلقد استخدموا اوزانًا شعرية فارسية، من ضمنها وزن « الدوبيت « .. (وحتي كلمة « دوبيت « تعني وتدل علي صيغة بيتين من الشعر، فهي مكونة من مقطعين هما : دو .. بيت ) .. ومن فن الدوبيت قولهم : يا غُصْن نقا مُكلّلًا بالذهبِ أفديك من الردَ ي بأمّي وابي أن كنتُ أسات في هواكم أدبي فالعِصْمة لا تكون إلا لنبي