خالص العزاء لأسرة الشهيد اللواء محمد سعيد, الذي اغتالته يد غادرة لا تعرف الله, ولا في قلبها رحمة. خالص العزاء لأسرة الداخلية كلها, التي تفقد كل يوم شهيدا من أبنائها, ودعاؤنا إلي الله تعالي أن يتغمد هؤلاء الأبطال بخالص رحمته, ويسكنهم فسيح جناته, فما استشهدوا ودفعوا دماءهم الطاهرة إلا فداء لهذا الوطن الذي يستحق أن نبذل من أجله الأرواح. مواكب شهداء الشرطة هذه الأيام ستكتب لهذه الأمة حياة جديدة, يدفعون حياتهم كي نعيش نحن, فلهم جنات الخلد أحياء عند ربهم يرزقون. لقد مر علي الشرطة زمان تعرضت فيه للتشكيك والتجريح والإهانات من جانب عناصر معدومة الضمير والحياء, تسعي لتخريب الوطن, وها هي الدماء الزكية لأبناء الشرطة تقدم الدليل الساطع علي أن الشرطة ما كانت أبدا متخاذلة, وما كانت لتتخلي عن وطن هو في أمس الحاجة إليها. ليس الشهيد محمد سعيد إلا واحدا من كتيبة المجد والفخار التي نذرت نفسها كي تبقي مصر, وإذا كان الإرهابيون الآثمون سيلقي بهم التاريخ إلي مذابله, ملعونين, فإن أمثال الشهيد محمد سعيد ستمتلئ بهم صفحات التاريخ الناصعة البياض, وكيف لا.. وهم الذين سيثبت التاريخ أنهم هم الذين دافعوا عن شرف أمتهم, ووقوها شر الوقوع في براثن الإرهاب الأسود اللئيم؟ وليعلم هؤلاء المجرمون, الذين لا علاقة لهم بالدين, ولا الإيمان, ولا الرحمة, أن دماء الأبرياء, الذين يسقطون كل يوم نتيجة جرائمهم الآثمة البشعة, ستظل تلعنهم إلي أبد الآبدين, وسيبقي أمثال الشهيد محمد سعيد هم مفردات كتاب المجد والبطولة والفداء, رحم الله الشهيد وكل شهداء الشرطة رحمة واسعة, وليرتاحوا في مثواهم الأخير, لأن دماءهم لن تذهب هباء, فقد اقتربت ساعة حساب القتلة المجرمين. لمزيد من مقالات رأى الاهرام