تعرض متحف الفن الاسلامي بالقاهرة إلي تدمير مبناه الأثري بالكامل والذي تم بناؤه وافتتاحه قبل112 عاما, وذلك في الهجمة الإرهابية الخسيسة التي استهدفت مديرية امن القاهرة ومحيطها في ميدان باب الخلق وقد أتلف الانفجار4 برديات أثرية في دار الكتب بحسب تصريح وزير الثقافة. وفي لقاء مع الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار صرح بأنه يتم الآن رفع الأنقاض بدقة بالغة وبأسلوب علمي وبشكل حساس ومتقن حتي لا يتم تهشيم أي أثر وبدأنا عمليات الترميم بمحراب السيدة رقية, وأضاف: لا توجد داخل المتحف أية مخطوطات لأنها محفوظة بدار الكتب, وحتي الآن تجري عمليات الرفع والحصر. * وبسؤال الوزير عن التواصل مع الهيئات الدولية للمساهمة وتقديم الخدمات للحفاظ علي هذا التراث العالمي - أجاب هناك اتصالات مع السفير محمد سامح عمرو سفير مصر في اليونسكو للتنسيق و المتابعة في هذا الأمر. وفي مكالمة هاتفية من باريس مع السفير محمد سامح عمرو قال: بداية هناك إدانة شديدة من هيئة اليونسكو لهذا العمل الارهابي الذي يقصد تدمير الهوية المصرية والتراث العالمي كما جاء علي لسان ايرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو, وقبل ذلك أحب أن أقول أنني تلقيت من الدوائر السياسية الدولية العديد من التهاني بعد عملية الاستفتاء وإشادة بموقفنا نحو الهدف بتحقيق خارطة الطريق, وأصبحت هذه الأحداث الإرهابية التي تتم علي أرض مصر تفقد أي نوع من أنواع التعاطف, وأبشر المصريين بأن منظمة اليونسكو قدمت دعما لإعادة ترميم المتحف بمبلغ100 ألف دولار, ونسعي حاليا إلي جمع أموال لهذا الغرض, كما أن هناك بعثة ستصل القاهرة خلال أيام لتقييم ما حدث داخل المتحف وسأطلب منها زيارة دار الوثائق المصرية وسنوسع من مهام عمل البعثة, وهناك تنسيق كامل مع الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار في هذا الشأن فكلنا جنود لمصر ندافع عنها ونعمل من أجلها في الداخل والخارج. وترجع أهمية هذا المتحف إلي كونه أكبر متحف إسلامي فني في العالم; حيث يضم ما يزيد علي100 ألف قطعة أثرية متنوعة من الفنون الإسلامية من تركيا, والهند, والصين, وإيران, مرورا بفنون الجزيرة العربية, والشام, ومصر, وشمال أفريقيا, والأندلس, وقد تم ترميمه بتكلفة بلغت107 ملايين جنيه وافتتح في عهد الوزير الأسبق وبدأت فكرة إنشاء متحف للفنون والآثار الإسلامية, في مصر, في عصر الخديوي إسماعيل عام1881, عندما قام فرانتز باشا( كبير مهندسي وزارة الأوقاف المصرية في ذلك الوقت) بجمع التحف الأثرية التي تعود إلي العصر الإسلامي في الإيوان الشرقي لجامع الحاكم بأمر الله, الواقع في منطقة الحسين, وسط القاهرة وازدادت العناية بجمع التحف, عندما تم إنشاء لجنة حفظ الآثار العربية عام1881 م, واتخذت من جامع الحاكم مقرا لها. ولما اكتشف فرانتز باشا, ضيق المساحة في صحن الجامع, استقر الرأي علي بناء المبني الحالي في ميدان باب الخلق تحت مسمي دار الآثار العربية, وتم وضع حجر الأساس عام1899 م, وانتهي البناء عام1902 م, ثم نقلت التحف إليه,وتم تغيير مسمي دار الآثار العربية إلي متحف الفن الإسلامي, لأن الفن الإسلامي يشمل جميع أقاليم العالم الإسلامي العربية وغير العربية, تحت رعاية الخلفاء والحكام المسلمين علي امتداد الإمبراطورية الإسلامية, اشتملت مجموعات المتحف علي العديد من روائع التحف الفريدة التي تبين مدي ما وصله الفنان المسلم من ذوق رفيع ودقة فائقة في الصناعة, وافتتح المتحف لأول مرة علي يد الخديو عباس حلمي في28 ديسمبر عام1903 في ميدان الخلق, ليكون ثاني مبني شيد بالخرسانة المسلحة بعد المتحف المصري, وحضر الاحتفالية الأمير محمد علي باشا, والأمير أحمد فؤاد الملك فؤاد الأول فيما بعد, كما حضرها رياض باشا رئيس مجلس النظار( الوزراء), واللورد كرومر, المندوب السامي البريطاني, وقناصل الدول الأجنبية, والشيخ حسونة النواوي شيخ الجامع الأزهر, والإمام محمد عبده مفتي الديار المصرية.