قال المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية, في كلمته للأمة أمس: إن الإرهاب الأسود لن يكسر مصر برغم التفجيرات والأعمال الإرهابية الخسيسة التي شهدتها البلاد في الفترة الماضية. وفيما يلي نص الكلمة: الإخوة والأخوات... شعب مصر العظيم... تعرضت البلاد أمس واليوم لعدد من العمليات الإرهابية السوداء.. التي وقع ضحية لها مواطنون أبرياء.. ورجال من القوات المسلحة والشرطة من أبناء مصر.. نحسبهم شهداء عند ربهم يرزقون. إن هذه الحوادث الإرهابية تستهدف كسر إرادة المصريين.. وأقول لهؤلاء الإرهابيين.. لن تحقق أفعالكم الخسيسة مآربكم.. وأؤكد لكم أن إرادة المصريين لن تنكسر.. بل ستزداد توحدا وصلابة.. وأنهم مصممون دولة وشعبا علي اجتثاث إرهابكم من جذوره.. وعلي تنفيذ خارطة مستقبلهم.. وما خروجهم الرائع أمس في عيد ثورتنا الثالث إلا خير دليل علي ذلك.. واعلموا أيها المصريون أن نصر الله آت لاريب فيه.. فالإرهاب هو وسيلة الضعفاء ممن لا حيلة لهم. بني وطني... إن ثقتي في الدولة المصرية ومؤسساتها كاملة غير منقوصة.. فقد سبق لها أن دحرت الإرهاب في تسعينيات القرن الماضي.. وسندحره مجددا بإذن من الله تعالي.. ونجتثه من جذوره وسنحارب القائمين عليه بلا هوادة.. ولن تأخذنا بهم شفقة أو رحمة.. بعد أن تخلوا عن الوطن.. وابتعدوا عن صحيح الدين.. وأي قيم سماوية أو إنسانية. شعب مصر العظيم... إن هذا الوطن أمانة في أعناقنا.. أمانة غالية ومسئولية جسيمة.. سنقوم بمشيئة الله تعالي بالوفاء بها.. حفاظا علي مقدرات وطنكم وأرواحكم.. وإننا لن نتردد في اتخاذ ما يلزم من إجراءات استثنائية إن تطلب الأمر ذلك. وليعلم العالم أجمع.. من يدرك حقيقة ما يجري في مصر.. ومن لا يدرك أو يدعي عدم الإدراك.. أننا سنحافظ علي أمن وأمان هذا الوطن ومواطنيه.. وأننا سنقوم بالاضطلاع بمسئولياتنا في تحقيق أمن واستقرار هذا البلد الطيب. الإخوة المواطنون... في مثل تلك الأوضاع غير العادية, وأخذا في الاعتبار ما نواجهه من إرهاب أسود يحصد أرواح الأبرياء يكون لتأمين الوطن ومواطنيه ومعاقبة من يرتكبون تلك الجرائم النكراء أولوية مستحقة. وارتباطا بذلك.. فقد ناشدت السيد المستشار رئيس محكمة استئناف القاهرة بزيادة عدد الدوائر القضائية التي تنظر في محاكمة مرتكبي تلك الجرائم, بما يحقق عدالة ناجزة وسريعة.. إلا أننا ونحن نخطو نحو ترسيخ أسس ديمقراطيتنا الوليدة, وعلي الرغم مما نواجهه من تحديات أمنية, فإنني مؤمن بأن تلك الأولوية لا ينبغي أن يترتب عليها أي تجاوز في حقوق أي من أبناء هذا الوطن الذي نحميه.. وترتيبا علي ذلك, فقد ناشدت اليوم أيضا السيد المستشار النائب العام النظر في إجراء مراجعة لحالات المعتقلين والحالات قيد التحقيق, وبصفة خاصة طلاب الجامعات, علي أن يتم عقب انتهاء التحقيقات الإفراج عمن لم يثبت ارتكابهم لأي جرائم أو أفعال يجرمها القانون. الإخوة والأخوات... كما تعلمون.. فإنني كنت قد أجريت العديد من الحوارات مع بعض القوي الوطنية.. وممثلين من مختلف تيارات وطوائف المجتمع.. حول ترتيب استحقاقات خارطة المستقبل.. وهي الحوارات التي انتهت إلي مطالبة أغلبية كبيرة بعقد الانتخابات الرئاسية كثاني استحقاقات خارطة المستقبل.. بعد إقراركم دستور مصر الجديد.. وأن تأتي الانتخابات النيابية كثالث تلك الاستحقاقات. لذلك.. فقد اتخذت قراري بتعديل خارطة المستقبل.. بأن نبدأ بإجراء الانتخابات الرئاسية أولا.. علي أن تليها الانتخابات النيابية.. وسأطلب اليوم من اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية.. ممارسة اختصاصها المنوط بها طبقا لقانون الانتخابات الرئاسية.. وفتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية.. علي النحو الذي حددته المادة(230) من الدستور المعدل. كما سأقوم من جانبي بإجراء التعديلات التشريعية اللازمة علي قانوني مباشرة الحقوق السياسية, والانتخابات الرئاسية.. خلال الأيام القليلة المقبلة.. بما يتفق وأحكام الدستور. وفقنا الله جميعا لما فيه خير ورفعة الوطن.. حفظ الله مصر ووقاها من كل شر وسوء.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.