في مؤشر واضح علي تغير استراتيجية المحتجين في أوكرانيا وجنوحهم لنوع آخر من العنف, شن متظاهرون أمس هجوما علي مقر للشرطة يشغله أفراد لقوات الأمن وسط العاصمة كييف بالقرب من ميدان الاستقلال الذي تحول إلي مركز للحركة الاحتجاجية. وذكرت وسائل الإعلام الأوكرانية أن حوالي3 آلاف متظاهر تجمعوا حول مقر الشرطة ونجح بعضهم في اقتحامه وهم يصرخون يا للعار بعد أن حطموا الزجاج وألقوا قنابل يدوية داخل المبني, بينما نجح بعضهم في الدخول إلي القاعة الرئيسية للمقر, وهو عبارة عن متحف قديم يقع في ساحة أوروبا ويبعد مئات الأمتار عن ميدان الاستقلال الذي تعتصم فيه المعارضة. ومن جانبهم, رد رجال الشرطة بإلقاء قنابل صوتية واستعمال خراطيم المياه بالرغم من برودة الطقس, حيث تدنت الحرارة إلي15 درجة تحت الصفر, وذلك لمنع المتظاهرين من احتجازهم داخل المبني. وعلي الرغم من التنازلات غير المسبوقة التي قدمها الرئيس فيكتور يانوكوفيتش من أجل تسوية الأزمة, واصل قادة المعارضة الأوكرانية حركتهم الاحتجاجية, وأكدوا أنهم سيواصلون التعبئة حتي تلبية كل مطالبهم وعلي رأسها الدعوة الي انتخابات رئاسية اعتبارا من هذه السنة وليس السنة المقبلة كما هو مقرر. وأعلنت الرئاسة الأوكرانية أن يانوكوفيتش عرض علي أرسيني جازينيوك أحد زعماء المعارضة وفيتالي كليتشكو بطل العالم السابق في الملاكمة, مناصب رئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء, وأضافت أن يانوكوفيتش وعد بإعادة النظر في تعديل قانون الاستفتاء والتفاوض مع المعارضة للتوصل إلي تسوية حول تلك القوانين. وفي مؤشر علي عدم استقرار الأوضاع خلال الفترة القادمة, شكك فيتالي زاخارتشنكو وزير الداخلية الأوكراني في فرص التوصل إلي حل سلمي للأزمة, معتبرا أنه لا جدوي من محاولات التوصل إلي حل سياسي, وأن المعارضة فقدت السيطرة علي المتظاهرين المتشددين.