غنوا: الجدع جدع.. والجبان جبان.. بينا يا جدع.. ننزل الميدان.. حملوا أكفانهم من أجل أن يعيش الآخرون, جعلوا صدورهم حائط صد للرصاص, بحثوا عن الحرية لفك قيد الوطن.. لولا هؤلاء الشهداء ما تحررت مصر من حكم' الوسية'. فهؤلاء كتبوا الكلمة الأولي في صفحة الثورة.. هم أصحاب الفضل أن يختار الشعب حاكمه بإرادته. عندما نتحدث عن الشهداء فعلينا أن نقف أبد الدهر حدادا عليهم, وأن نرفع رؤوسنا فخرا بهم, بعد أن قدموا أرواحهم قربانا للحرية وفدوا بها رفقاءهم في الكفاح, لإسقاط نظام استباح دماء وأرزاق وصحه هذا الشعب. لقد كتب هؤلاء الأبرار بدمائهم قرار إسقاط النظام ورحيل رئيسه. سيناريو الشهداء مملوء بالصفحات المضيئة, يسجلها التاريخ ويفخر بها المستقبل ونحن في السطور التالية نرصد علي سبيل المثال لا الحصر شهداء الأيام الأولي لثورة25 يناير الذين بأرواحهم فتحوا للثورة الطريق. أول شهيد الثورة ليست التحرير فقط, الثورة كانت في كل ميادين مصر, فها هو ميدان الأربعين في السويس يظل شاهدا علي سقوط أول شهداء ثورة يناير, يوم26 يناير2011 لشاب لم تتعد سنوات عمره الحادية والعشرين هو مصطفي رجب, ليرحل ويترك خلفه أما وأربع شقيقات, رحل مصطفي لمجرد أنه كان يهتف للمطالبة بكرامة إنسانية, ويتوالي سقوط الشباب في السويس ومنهم سليمان صابر وعبد الرحمن صبحي ومحمد فرج ومصطفي محمود وغريب السيد وحمادة لبيب. يا تار الشهيد.. دير ياسينو سينا.. بحري و الصعيد.. احنا أه إدينا.. أصلب م حديد.. حكايات الشهداء ليس لها نهاية, بطولاتهم أذهلت الجميع, دماؤهم ثمن للكرامة, تركوا أسرهم وأبناءهم, فمنهم من استشهد وترك من خلفه ابنا رضيعا لا يزال يسأل:' إمتي أري أبي'؟ وأين أبي ومن قتل أبي؟! ومنهم من قتل أثناء تأدية عمله, ويظل الشهيد اللواء محمد عباس حمزة البطران رئيس مباحث قطاع السجون الذي ذهب لسجن القطا للسيطرة علي ثورة المساجين يوم29 يناير داخله ليلقي حتفه في واقعة لم نصل للحقيقة فيها حتي الأن. قبلة الشهداء ميدان التحرير.. قبلة الشهداء والنصر والانتصار والبحث عن الكرامة وكل مفردات الحياة الشريفة, الذي تعالت فيه الهتافات مرددة..' عيش, حرية, عدالة اجتماعية'.. ليظل هو الهتاف الأشهر الذي خرج من حناجر الشباب مطالبين النظام البائد به ليس إلا, حتي نالت منهم رصاصات الغدر التي لم نصل حتي الآن للفاعل بعد ثلاث سنوات في المحاكم, ويظل السؤال- هل سيعاقب الجاني ونري القصاص العادل؟. لكن ستظل دماء الشباب المصري التي سالت علي مدي أيام ثورة الغضب, شاهدة طوال التاريخ علي نبل غاية هؤلاء الشباب. لم تفرق الشهادة بين مسلم ومسيحي أو ضابط أو صحفي أو شاب في مقتبل العمر أو طلبة في الجامعة لم يخرجوا لمعترك الحياة بعد, ويأتي في مقدمة من سقطوا في أول أيام ثورة يناير الفنان أحمد بسيوني, صاحب لقب' ريشة الثورة' أول شهداء يوم جمعة الغضب28 يناير, الذي كتب علي صفحته علي فيس بوك قبل نزوله للتحرير' عندي أمل كبير في الناس أن تستمر في المطالبة بحقوقها'. والشهيد أحمد محمود الصحفي الذي أصيب بطلق ناري بالرأس من أحد القناصين بمحيط لاظوغلي في أثناء تصويره الاشتباكات الدائرة بين الثوار والأمن, دخل علي أثرها في غيبوبة لمدة خمسة أيام ليلقي ربه صبيحة يوم التنحي ليصبح أول شهيد للصحافة المصرية. قائمة الشهداء مليئة بالأسماء حيث أكد تقرير هيئة تقصي الحقائق عن ثورة25 يناير, أن عدد الضحايا الحقيقي يصل إلي846 شخصا في كافة محافظات الجمهورية.