المفترض والبديهي في التقارير الصادرة عن الهيئات والمنظمات الحاملة صفة الدولية, ألا تكون مسيسة ويغلب عليها الهوي والانحياز لوجهة نظر بعينها, وبمعني أكثر وضوحا وشمولا ألا تكون أحادية الجانب, لتوخي الموضوعية والدقة, وتلك شروط ومفاهيم خلفتها عن عمد غالبية الجهات الغربية والأمريكية سواء كانت رسمية أو من وسائل الإعلام. وآخر النماذج الصارخة الدالة علي هذه الحقيقة المفجعة هو تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية عن مصر, وحمل مغالطات ومحاولات رخيصة لابتزاز مصر والضغط عليها بورقة حقوق الإنسان. فالتقرير زعم أن السلطات المصرية استخدمت العنف ضد معارضيها وارتكبت ما سمته انتهاكات, ووسط كم هائل من اللغو والاتهامات غير الموثقة بالأدلة والبراهين لم يتطرق التقرير إلي عنف جماعة الإخوان الإرهابية وحملها السلاح ضد الدولة, وتحالفها مع الإرهاب الذي تعلن البلدان الأوروبية والولايات المتحدة آناء الليل وأطراف النهار أنها تحاربه وتدينه, ولم نقرأ كلمة واحدة عن رفض قيادات الإخوان دعوات ونداءات الحوار والمصالحة, وعدم ادخارها وسعا لشق الصف الوطني. فضلا عن ذلك فإن هذا التقرير البائس يعكس في جانب منه حالة الارتباك المسيطرة علي الدوائر الغربية والأمريكية في تعاملها مع مصر ما بعد ثورة الثلاثين من يونيو, وأنها تأبي التعاطي بواقعية مع حقائق وواقع مصر واجتهادها لترسيخ نظام ديمقراطي ومواجهة الإرهاب الأسود, وحرصها علي احترام وصيانة حقوق الإنسان. ليس هذا فقط لكنه يوضح مدي كراهية الغرب لرؤية مصر قوية صاحبة قرار وغير قابلة للخضوع لإملاءات وشروط ومطالب الغرب وأمريكا اللذين يرغبان في بقاء إسرائيل الدولة القوية في الشرق الأوسط. لمزيد من مقالات رأى الاهرام