دخل عمرو موسي التاريخ من أوسع أبوابه, فهو رئيس لجنة الخمسين التي وضعت دستور مصر الجديد وحملت صفحاته الأربع والستون توقيعه. من قبل شغل السياسي والدبلوماسي المخضرم مناصب مهمة أبرزها وزير خارجية مصر10 سنوات كاملة والأمين العام لجامعة الدول العربية لدورتين وكان سفيرا لمصر في الهند وممثلا لها في الأممالمتحدة. وترشح في سباق الرئاسة السابق وخرج من السباق في الجولة الأولي لظروف لا تتعلق بكفاءة ولكن لحسابات أخري لا يسأل عنها غير أنه ربما يكون عمرو موسي أهدر فرصة قد لا تتكرر وهي إعلانه اعتزال العمل العام في اليوم الذي تم فيه إعلان نتيجة الاستفتاء علي الدستور والتي جاءت تتضمن موافقة1.89% عليه وهي نتيجة كبيرة ومهمة. وبخطوة كهذه سيدخل التاريخ ثانية لكونه يتحلل من كل المناصب وهو في قمة المجد ويتفرغ لكتابة مذكراته وإلقاء المحاضرات في الداخل والخارج. ويترك جبهة الإنقاذ وغيرها من النشاطات الحزبية الضيقة. البعض يلمح إلي أنه ينتظر منصبا مرموقا في قادم الأيام ولا أدري ما هو المنصب الذي ينتظره بعد أن قطع الشك باليقين في عدم تفكيره في الترشح للرئاسة. قد يكون عمرو موسي الشخصية الجديرة التي يجب أن ترشحها مصر لمعاونة الأمين العام للأمم المتحدة في حل النزاعات مثل الأخضر الابراهيمي فهو في هذا المجال بارع ودولي وله كاريزما وحضور, أما الحرص علي منصب في مصر فهو أمر تجاوزه عمرو موسي ويجب ألا يشغل نفسه به وأن يكتفي تماما بشرف رئاسة لجنة الدستور الذي حاز علي رضاء الشعب وهذا هو الأهم. لمزيد من مقالات ماهر مقلد