في ظل المواجهات الأمنية التي لم تعد تكفي لمواجهة الفكر والفتاوي التكفيرية والمتطرفة التي أحلت, باسم الدين, سفك الدماء وتخريب الممتلكات العامة والخاصة . وترويع المواطنين الآمنين, وقتل رجال القوات المسلحة والشرطة, وتكفير المجتمع, جاءت مبادرة الدكتور شوقي علام, مفتي الجمهورية, بإطلاق مرصد للرد علي الفتاوي التكفيرية لمواجهة هذا الفكر. وخلال شهر واحد علي إطلاق المبادرة اصدر المرصد6 بيانات متتالية تتضمن عددا من الفتاوي التكفيرية التي تخالف صحيح الدين, والتي تبثها فضائيات ومواقع انترنت محسوبة علي التيارات الدينية المتشددة. وحول أهمية المرصد ودوره في مواجهة هذا الفكر يقول الدكتور شوقي علام, مفتي الجمهورية: تم إنشاء المرصد الفقهي والإعلامي بدار الإفتاء لجمع الفتاوي المتشددة في العديد من المصادر والوسائل الإعلامية, للرد علي ما جاء بها من مغالطات إعلامية, ويتابع المرصد بصفة يومية مقولات وفتاوي التكفير في جميع وسائط التواصل المقروءة والمسموعة والمرئية وعلي شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي, ويقدم المرصد عددا من البيانات والأحاديث الصحفية وذلك لضمان تقديم خطاب ديني وسطي مستنير وتناول إعلامي سليم وصحيح بعيد عن الإثارة والتشويه. وقال الدكتور شوقي علام, إن مقترح المرصد الإعلامي لرصد الفتاوي التكفيرية والآراء المتشددة, أداة رصدية وبحثية لمواجهة تلك الظاهرة وآثارها, وتقديم أنماط التشدد والمتشددين, ودليل تعامل مع الفكر والفرد المنتمي والمتبني لهذا الفكر. وأوضح أن المرصد يتابع بصفة يومية مقولات التكفير في جميع وسائط التواصل المقروءة والمسموعة والمرئية وعلي شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ورصد الظواهر والأسباب المؤدية لنشوء مثل تلك الآراء والفتاوي المتشددة, ويعمل به30 باحثا من الإعلاميين والسياسيين والشرعيين من ذوي الخبرة في عمليات الرصد والمتابعة, لرصد كل الصحف والجرائد المنشورة في مصر, وكذلك متابعة عدد من البرامج والفقرات الإعلامية المهمة علي الفضائيات المختلفة, وكذلك رصد ومتابعة أخبار الشأن الديني علي شبكة المعلومات الدولية( الانترنت) ومواقع التواصل الاجتماعي( فيس بوك- تويتر), للعمل لمدة24 ساعة يوميا, وإعداد الوثائق الإعلامية اللازمة من قصاصات ورقية ومقاطع مصورة من خلال الفضائيات والتي تدخل في دائرة التكفير والآراء المتشددة, كما يقوم فريق البحث الإعلامي بأرشفة وحفظ تلك المواد بصورة ورقية وأخري إلكترونية لكونها تمثل رافدا مهما وذاكرة متخصصة في الشأن الديني. ويقدم المرصد عددا من البيانات والأحاديث الصحفية وذلك لضمان تقديم خطاب ديني وسطي مستنير وتناول إعلامي سليم وصحيح بعيد عن الإثارة والتشويه. وطالب مفتي الجمهورية العلماء الأزهريين ببذل الجهد لمواجهة الفكر التكفيري وفق معالجة منهجية وأسس علمية ومواجهة الفكر بالفكر بدلا من مواجهته بالعنف, واصفا مواجهة الأفكار التكفيرية والفتاوي الشاذة بالجهاد من أجل مصلحة المجتمع وأمن واستقرار المواطنين. وأكد المفتي مسئولية جميع المواطنين في مواجهة هذه الفئة الضالة, لأن حماية الوطن تأتي في مقدمة الواجبات الشرعية المنوطة بكل المسئولين في الدولة والمواطنين علي حد سواء, في مكافحة الإرهاب بكل ما يملكون من وسائل وأدوات. كما طالب وسائل الإعلام بضرورة تهميش أصحاب الخطاب المتطرف, الذين يريدون هدم الإسلام وعدم استضافتهم في وسائل الإعلام وترك مساحة لعلماء الوسطية للتعبير عن القضايا التي تهم الأمة. من جانبه, أكد الدكتور إبراهيم نجم, مستشار مفتي الجمهورية, أن دار الإفتاء تقوم بواجب الوقت في بيان الأحكام الشرعية وموقف الإسلام الصحيح من العمليات الإرهابية والتخريبية التي تقع في مصر ومواجهة هذه الأفكار المتطرفة بمنهجية علمية رصينة ومنضبطة من أجل دحض مزاعم هؤلاء المفسدين وتفنيدها. وأضاف أن أمناء الفتوي بدار الإفتاء يقومون بإعداد ردود تصدر بصورة منتظمة تشتمل علي تحليل عميق لأوهام التكفير, وتحصن الناس منه وسيتم توصيل منتجات هذه المبادرات إلي وزارة الأوقاف ووزارة التربية والتعليم والمنابر الإعلامية والبحثية لتحصين شرائح المجتمع من سموم الإرهاب.