في إطار مبادرة الدكتور شوقي علام, مفتي الجمهورية, لمواجهة الفكر التكفيري والرد علي الفتاوي المتشددة, انهي المرصد الفقهي والإعلامي الذي شكلته دار الإفتاء جمع الفتاوي المتشددة في العديد من المصادر والوسائل الإعلامية, للرد علي ما جاء بها من مغالطات إعلامية. وفي أولي خطوات تفعيل المبادرة التي أطلقها مفتي الجمهورية الأسبوع الماضي, أصدرت دار الإفتاء بيانا, أمس, أكدت فيه أن تخريب الممتلكات العامة أو الخاصة هو عمل محرم وفعل مجرم, وفساد في الأرض, لأنه إتلاف للمال, واعتداء علي ملكية الغير العامة أو الخاصة, وفيه تعطيل لمصالح الخلق, وقد يكون فيه إفناء للثروات المعنوية التي لا عوض لها ولا تعدلها قيمة. وأضافت أن استعمال المال وإنفاقه في غير ما وضع له- كالمعاصي والمحرمات- إتلاف الممتلكات وتخريب البلاد أمر ممقوت, لقوله تعالي:( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها),الأعراف:56]. وشددت دار الإفتاء علي أن الصدام مع المجتمع وتبني آراء متشددة في مسائل اختلف فيها العلماء, ورفض التعايش معه علي النقاط المشتركة ليس من الإسلام وهو محرم شرعا, لأنه يؤدي إلي الفرقة والقطيعة المؤديتين إلي هدم مصالح العباد والبلاد. وأوضحت الدار أن الصدام مع المجتمع هو انحراف فكري في الأساس يسبب حالة من التنافر ورفض التعايش مع فئات المجتمع الأخري, وعزوف الفرد عن الاندماج والتعاون مع تركيزه علي إظهار نقاط الاختلاف وتضخيمها مما يؤدي للصراع والتناحر, ومخالفة تعاليم الإسلام من التراحم والحب, ونبذ الفرقة, والتعاون علي البر والخير, واعمار الأرض التي هي المهمة الرئيسية للإنسان. وأنه لا يجوز شرعا بذل المال ودفعه مقابل الفعل المحرم أو اكتسابه من طريق محرم, وأن بذل المال وتلقيه من أجل القيام بأعمال تخريبية تطال العباد والبلاد من جنس الإفساد في الأرض, بل هو من أعظمه وأغلظه, وأن الباذل والمتلقي والمنفذ من المجرمين المفسدين في الأرض المستحقين أبلغ العقوبات في الدنيا والآخرة, وقد حذر الشرع الشريف من ذلك الإفساد فقال الله تعالي:( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم)ا,المائدة:33]. وقال الدكتور شوقي علام, في تصريح ل الأهرام: إن مقترح المرصد الإعلامي لرصد الفتاوي التكفيرية والآراء المتشددة, أداة رصدية وبحثية لمواجهة تلك الظاهرة وآثارها, وتقديم أنماط التشدد والمتشددين, ودليل تعامل مع الفكر والفرد المنتمي والمتبني لهذا الفكر. وأوضح أن المرصد يتابع بصفة يومية مقولات التكفير في جميع وسائط التواصل المقروءة والمسموعة والمرئية وعلي شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ورصد الظواهر والأسباب المؤدية لنشوء مثل تلك الآراء والفتاوي المتشددة, ويعمل به30 باحثا من الإعلاميين والسياسيين والشرعيين من ذوي الخبرة في عمليات الرصد والمتابعة, لرصد كافة الصحف والجرائد المنشورة في مصر, وكذلك متابعة عدد من البرامج والفقرات الإعلامية الهامة علي الفضائيات المختلفة, وكذلك رصد ومتابعة أخبار الشأن الديني علي شبكة المعلومات الدولية( الانترنت) ومواقع التواصل الاجتماعي( فيس بوك- تويتر), للعمل لمدة24 ساعة يوميا, وإعداد الوثائق الإعلامية اللازمة من قصاصات ورقية ومقاطع مصورة من خلال الفضائيات والتي تدخل في دائرة التكفير والآراء المتشددة, كما يقوم فريق البحث الإعلامي بأرشفة وحفظ تلك المواد بصورة ورقية وأخري إلكترونية لكونها تمثل رافدا مهما وذاكرة متخصصة في الشأن الديني. ويقدم المرصد عددا من البيانات والأحاديث الصحفية وذلك لضمان تقديم خطاب ديني وسطي مستنير وتناول إعلامي سليم وصحيح بعيد عن الإثارة والتشويه.