الحبوب الغذائية منتهية الصلاحية تصبح غير صالحة للاستهلاك الآدمي والحيواني بسبب نمو بعض الفطريات التي تنتج السموم عليها, مثل الذرة والقمح وفول الصويا وغيرها, أو بعد إجراء بعض المراحل التصنيعية عليها, وأيضا عند استخدامها مزارع الأسماك, أو كسماد عضوي إذ تؤدي لتلويث البيئة, سواء: ماء أو تربة أو هواء أو غذاء, كما تؤثر علي الصحة العامة للإنسان بعد إصابة النبات والحيوان بها, نتيجة استخدامها كغذاء للحيوانات, مما يؤدي إلي تخزينها في أنسجتها, وظهورها بألبانها ولحومها, وبالتالي تسبب المرض لمن يتناولها. هذا ما أكدته الدكتورة سناء السيد مصطفي رئيس مجلس إدارة جمعية الثناء لتنمية المجتمع وحماية البيئة بأبوحمص في محافظة البحيرة, وذلك في دراسة أعدتها لنشر الوعي البيئي والصحي لأهالي المنطقة, تحذرهم من هذه السموم الخطيرة, من خلال لجنة الثقافة البيئية بالجمعية. أين تنتشر؟ الدكتورة سناء أوضحت أن السموم الفطرية تشمل مجموعات عدة منها الافلاتوكسين والارجوت والاوكراتوكسين,وتنتشر هذه الفطريات التي تنتج الافلاتوكسينات في المواد الغذائية التي تحتوي علي نسبة عالية من الدهون مثل بذور فول الصويا ومنتجاته وجميع الحبوب وبذور الكاكاو والفول السوداني, كما تنمو علي كثير من المحاصيل الزراعية والمواد الغذائية وعلائق الحيوانات في أثناء تداولها وتخزينها, وكذلك ببعض أنواع الألبان ومنتجاتها, لا سيما عندما تكون درجة الحرارة مرتفعة, لذلك توجد بكثرة في المخازن رديئة التهوية. وتضيف أن استخدامها كغذاء في المزارع السمكية يؤدي إلي تلوث المياه والتربة, كما يؤثر علي الكائنات الحية الموجودة بها, إذ تختزن السموم الفطرية بأنسجة الكائنات الحية النباتية والحيوانية, ومنها الأسماك, وتصل إلي الإنسان عن طريق تناولها, وعند استخدامها كسماد عضوي تنتقل هذه السموم من التربة إلي المصارف والمجاري المائية, وتمتص النباتات- التي تزرع في هذه التربة- جزءا منها, وتختزنها في أنسجتها ثم تنتقل بعد ذلك للحيوانات التي تتغذي بهذه النباتات, ونتيجة لتراكم كميات ضئيلة من هذه السموم في جسم الإنسان من خلال تناوله الأغذية النباتية والحيوانية والمياه الملوثة لفترات طويلة.. يؤدي ذلك إلي الإصابة بالأورام السرطانية وغيرها من الأضرار التي تصيب الإنسان والبيئة المحيطة به. المراقبة.. والتخزين رئيس جمعية الثناء لتنمية المجتمع وحماية البيئة قالت أيضا إنها شاركت مجموعة من الباحثين أعضاء الجمعية في عمل مسح لوجود الافلاتوكسين والاوكراتوكسين في بعض الأعلاف والأغذية المحلية, واشتملت العينات الموجبة للافلاتوكسين علي الذرة والعلائق المتكاملة للدواجن والأرانب والمجترات والسجق واللانشون والكابوريا والسمك البلطي( من بحيرة المنزلة) بينما اشتملت العينات الموجبة للاوكراتوكسين علي القمح والذرة وفول وكسب الصويا ونخلة القمح ورجيعة الأرز والدريس( عروش) ومسحوق السمك وعلائق الدواجن والأرانب والمجترات بجانب اللبن والجبن( أبيض دمياطي ورومي) والجيلاتي والبيض( دجاج وبط) واللحم المفروم, مما يؤكد أن الافلاتوكسينات سموم فطرية تكون عالقة بالغذاء, وترجع خطورتها ليس إلي تأثيرها السلبي في خفض معدل النمو وضعف الكفاءة التحويلية للغذاء وقلة الإنتاج والتأثير علي مكونات الدم وأنشطة الإنزيمات فحسب وإنما لقدرتها علي إحداث ثلاث صور للتحطيم الوراثي فهي محدثة للسرطان والتشوهات والطفرات. والأمر هكذا, توصي الدكتورة سناء بالاهتمام بمراقبة المواد الغذائية التي يكثر تلوثها بسموم الأفلاتوكسين, ومراعاة شروط التخزين الجيدة للمواد الغذائية, ومتابعة عمليات التنظيف والتطهير في المخازن, وإتباع الممارسات الصحية السليمة للتقليل من إنتاج الافلاتوكسين, وكذلك الاهتمام بالإرشاد الوقائي, والتوعية بمخاطر السموم الفطرية, وعدم استخدام الحاصلات الزراعية( الحبوب) المنتهية الصلاحية, مع مراقبة رسائل الحبوب منتهية الصلاحية الواردة للبلاد, والتخلص منها بطريقة آمنة: حتي لا تلوث المياه والتربة والغذاء.