عقد مجلس ادارة الأهلي اجتماعا طارئا أمس تناولوا خلاله تجهيز الدفاع الذي سيتم تقديمه للنيابة العامة في ظل تحويل وزير الرياضة طاهر أبو زيد لملف يحتوي علي16 مخالفة تضمنها تقرير للجهاز المركزي للمحاسبات. حيث يري مجلس الاهلي أن فصول الأزمة مازالت مستمرة, كما يجهز كذلك للتقدم بدعوي قضائية ضد أبوزيد لتشويه السمعة بعد أحداث أمس الأول التي شهدت قرار حل مجلس الادارة وايقاف القرار بعدها من رئيس الوزراء. وسبق الاجتماع جلسة لحسن حمدي مع اللجنة القانونية للنادي لبحث الموقف كاملا قبل اجتماع مجلس الادارة. وكانت فصول الازمة قد بدأت في الثالثة والنصف من عصر أمس الاول حين تلقي حسن حمدي خبر قرار وزير الرياضة بحل مجلس الادارة من خلال مكالمة تليفونية أثناء اجتماعه مع اللجنة القانونية, ومعهم حسن مسعود مدير النادي لدراسة أزمة البث وتجهيز خطاب لإرساله للتليفزيون يتضمن رفضه اذاعة مباراة الاهلي مع المقاولون فضائيا. وبعد المكالمة اندهش الحاضرون معه في هذه الجلسة من تغير لون وجهه وردوده غير المصدقة للخبر الذي تلقاه, وكانت أعينهم تملؤها الحيرة, وارتسم علي وجوههم تساؤل يقول: ماذا حدث؟!.. وبعد ان انتهي حمدي من المكالمة أخبرهم بقرار وزير الرياضة طاهر أبوزيد بحل مجلس الادارة أو انهاء تمديد عمله, لتبدأ أصعب5 ساعات عاشها رئيس النادي الاهلي في تاريخه منذ تولي المسئولية منذ عام2002, وجلس للحظات يفكر كما وصف المحيطون به للمشهد, وسارع البعض في تلك اللحظات بطباعة البيان الذي نشر علي موقع, الوزارة للتعرف علي حيثية الموضوع كاملا! وفضل حسن حمدي عدم التعليق حتي يستمع أولا للقانونيين المتواجدين معه بعد قراءتهم للقرار جيدا, وتفتق ذهن أحدهم عن فكرة اللجوء إلي مواد الدستور وهذا ما طرحه محمد فتحي المحامي بالنادي, وشرح المستشار أسامة قنديل لحسن حمدي ماهي الطرق القانونية التي يمكن الرد علي القرار من خلالها وأثناء تلك المناقشات حضر خالد مرتجي عضو مجلس الادارة بعد علمه بالخبر من الاعلام, وبعدها لحق بالجلسة خالد الدرندلي, في حين اختفي محمود الخطيب نائب رئيس النادي, واكتفت رانيا علواني بتغريدة علي تويتر قالت فيها: العقل نعمة.. ربنا يهدي! وبدأ حسن حمدي رئيس الاهلي يدير الازمة علي3 محاور أحدها قانوني من خلال اللجنة القانونية التي انضم اليها المستشار محمود فهمي والمحور الثاني كان اعلاميا ببعض التصريحات المقتضبة الرافضة للقرار, ثم علي المستوي الرسمي والدولي بتجهيز خطابات يتم ارسالها لرئيس الوزراء ورئيس الجمهورية, والاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا واللجنة الأوليمبية الدولية. واتجهت النية للجوء للقضاء للطعن علي القرار واتخاذ الطرق القانونية في ذلك, إلي جانب البدء في ارسال الخطابات التي أرسل منها بالفعل خطاب الفيفا الذي تضمن قرار وزير الرياضة والاشارة إلي أن ذلك القرار يؤكد ما تضمنته خطابات النادي السابقة والجلسة الاخيرة التي عقدها خالد مرتجي عضو مجلس الادارة مع بعض مسئولي الفيفا, وكذلك شكوي اتحاد الكرة, واتهامه بأنه يقف ضد مصالح جمعيته العمومية ويدار من خلال وزير الرياضة. وفي تلك الساعات توافد علي جلسة ادارة الأزمة بالنادي إبراهيم المعلم المرشح السابق في انتخابات رئاسة الاهلي الملغاة وهو بالتأكيد الصديق القريب من حسن حمدي وكذلك تيسير الهواري والدكتور سعد شلبي, ثم ظهر أحمد شوبير وزكريا ناصف نجما الاهلي السابقان في مشهد ادارة الأزمة التي انتهت فجأة مثلما بدأت بقرار رئيس الوزراء الذي أوقف قرار وزير الرياضة! وتحول المشهد فجأة من حال إلي حال, واختلفت البيانات من الشكوي إلي الشكر, وهو ما دفع الكثيرين لتحليل الموقف, والبحث عن اجابة لما حدث, وظهرت التكهنات الكثيرة لتفسير هذا التغيير المفاجيء, ولماذا اتخذ رئيس الوزراء القرار عقب5 ساعات فقط من صدوره؟! ظهرت أقاويل حول وجود دور لإبراهيم المعلم, وأخري تتحدث عن اتصالات للمستشار عبدالمجيد محمود النائب العام السابق, وذلك كله في طريق للبحث عن اجابة لسؤال واحد: كيف وصل صوت الاهلي وشكواه لرئيس الوزراء حتي يتخذ القرار؟! والحقيقة تكمن في أمور أخري ابعد من ذلك حيث أنكر مسئولو الاهلي اجراء أي اتصالات برئيس الوزراء ودللوا علي ذلك كما قال خالد الدرندلي عضو مجلس الادارة أنهم كانوا يجهزون خطابات رسمية لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء, ولكن لم تكن أرسلت بعد حتي صدور القرار. وهو ما يؤكد عدم التنسيق مع الداخلية قبل اتخاذه, وقارن أحد مسئولي الاهلي الامر بقرار حل مجلس ادارة الزمالك للتأكيد علي دور الشق الأمني في ذلك موضحا ان الظروف هناك كانت مواتية أمنيا في ظل غضب الألتراس ووفاة أحدهم أمام بوابات النادي, وكان الهدف من الحل تهدئة ثورة الجمعية العمومية والألتراس علي عكس الحال في الأهلي. ويبدو أن هذا هو التفسير الصحيح لقرار رئيس الوزراء والدليل علي ذلك أنه لم يلغ القرار ولكن أوقفه لمزيد من الدراسة. عموما.. فان مجلس ادارة الأهلي يري ان الازمة لم تنته وهذا ما تناولوه خلال اجتماعهم الطاريء الذي عقد في الثانية بعد ظهر الامس, وفي تعليقه علي ذلك قال خالد مرتجي عضو مجلس الادارة فمازالت فصول الأزمة مستمرة مادام لم يرحل أحد, الوزير موجود.. والمجلس قائم!!