نحن شعب لا نتعلم شيئا من دروس التاريخ وكأننا بلا ذاكرة مثل الفئران نكرر نفس الأخطاء في كل تجربة ونصفر العداد لنبدأ كل صباح من نقطة الصفر! وهنا يحاول البعض أن يصنع من الفريق أول عبدالفتاح السيسي إلها, ويحوله إلي فرعون وديكتاتور لا يخطئ منزها عن النقد و... و... والرجل قائد عسكري بسيط ابن بلد ذكي ومحنك وشجاع ولا يدخل علي عقله أو فكره كل هذه الترهات! فإذا قرر الترشح للرئاسة, وأظنه قريبا من هذا القرار, فإننا نريده رئيسا مدنيا لا قائدا عسكريا, يستمع للرأي والرأي الآخر, ويتسع صدره ليسمع نقدا مباشرا لقراراته أن كانت خاطئة أو جانبها الصواب, ويقرر تصحيحها وإعادة النظر فيها, وليس العناد والمضي في طريق الخطأ مهما تكن العواقب باعتبار أن ما يصدره فرمانات عسكرية وليست قرارات مدنية تحتاج أولا إلي النقاش الموسع, وآراء الخبراء, وإذا تكشف بعد ذلك أن ثمة خطأ, فلا يري ضيرا في التراجع أو تعديل القرار. ولكن ما نراه في بعض الإعلام وغيره اليوم, ليس أكثر من زفة بلدي مفضوحة من أصحاب المصالح والطامحين في أي سلطة أو منصب, والطامعين في الحصول علي مغانم من وراء حملتهم. المدهش في الأمر, أن جزء من هؤلاء هم أنفسهم من حاول تأليه مبارك. وحولوه من رجل بسيط.. إلي ديكتاتور لا يري في الدنيا إلا ذاته وأهله ومن حوله من المنافقين والطامعين في مغانم من وراء منافقته.. وينظر لكل محترم يقول له كلمة حق, علي أنه من خصومه والكارهين له وبالتالي تستحل مطاردته أو اعتقاله! التحديات أمام الرئيس المقبل سواء كان السيسي أو غيره صعبة ومعقدة, ومطالب المصريين وطموحاتهم زادت ولن يصبروا علي رئيس مقبل إلا إذا لمسوا جديته وأمانته, فالعلاج الصحي والمستشفيات علي سبيل المثال تحتاج إلي عملية تطهير, ولابد أن تدخل غرفة الانعاش, والتعليم لم يعد يخرج إلا جهلة منذ أن سيطرت عليه التجارة, والمرور يحتاج إلي معجزة وعملية نسف وتطهير لكل المنظومة, والكهرباء والغاز وغيرها من المشكلات التي تراكمت علي مصر, والتي ظهرت خلال السنوات الثلاث الأخيرة. ولذلك نحتاج رئيسا لديه رؤية وحزم في الإنجاز ولا نريد ديكتاتورا أو فرعونا جديدا نؤله وهو في المنصب, ونهيل التراب عليه بعد تركه! لمزيد من مقالات منصور أبو العزم