حملة منظمة بل وممنهجة طالت ومازالت المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات, المذهل أن من يقودها هم أقران له في السلك القضائي يفترض أنهم يعرفونه أشد المعرفة. وليسوا وحدهم إذ يعاونهم نفر من داخل البيت المحاسبي الكبير, يأخذون من الفضائيات منبرا للتنكيل بالرجل, الذي يبدو أن جريمته الوحيدة تكمن في إصراره علي تطبيق القانون والصلاحيات التي منحت له في كشف وفضح الفساد دون إستثناء لأي جهة طالما أنها تندرج تحت بند المال العام. ورغم أن كاتب تلك السطور يكن إحتراما غير منقوص لنادي القضاة بشيوخه وشبابه, إلا أنه لا يجد سببا واحدا مقنعا يجعل الأخير بمنأي عن رقابة الجهاز الذي هو فوق السلطات التنفيذية جميعا بحكم وضعه, فإذا كان يراقب الاعمال المالية لكافة المحاكم التي هي اقرب لشئون القضاة مقارنة بنادي هو في النهاية خدمي, ثم وهذا هو المهم أن قطاعات سيادية وبعد أن كان مراقبتها, نوع من التابو لا يجوز الإقتراب منها, بدت أكثر إنفتاحا وشفافية فلا يوجد لديها ما تخفيه أو تخشي كشفه. وازعم أن منتقديه وخصومه لم يعثروا علي ما يدينه, فراحوا يستدعون الرأي العام عليه بالقول أنه من الأخوان ومع إفتراض تعاطفه معهم, وهو ما لم يثبت حتي اللحظة, لا يجب أن ينال من سمعته وكرامته, فالعبرة هي فيما أنجزه من عمل وما سوف ينجزه مستقبلا, وإلا لنصحنا أجيالنا الشابة, ألا يلتفتوا إلي مؤلفات المؤرخ العظيم طارق البشري, للسبب ذاته, وأن ينحو جانبا كل ما كتبه سليم العوا في الفكر الاسلامي, وبالضرورة لا مانع البتة من إنزال اللعنات علي فهمي هويدي لكتاباته المناصرة للجماعة, أليس هذا سخف لا يليق أبدا بمروجيه. أن ما يحدث في النهاية ما هو إلا ترويعا وإبتزازا, والذين يقودون الهجوم نيابة عن وزير العدل, عليهم بدلا من السباب والالتفاف علي ما إستقر عليه المشرع, أن يدحضوا بالبراهين القاطعة, ما نسب إليه حتي يتبين الجميع من هو المخطئ. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد