علي استحياء مني... وتأدبا.. طلبت من قارئاتي قبل قرائي.. باعتبار أنهن يتحملن الآن ما فوق الطاقة وما فوق الاحتمال.. ونحن نعيش أياما نحسات.. عجافا عجابا لم نشاهدها ولم تمر بنا أو علينا من قبل. ولن نشاهدها فيما يبدو من بعد.. أن يضعن كل همهن وألمهن وشقائهن وهوانهن علي الدنيا.. في صورة ما يريدنه وما يطلبنه من العام الجديد الذي يحمل الرقم4102, بحساب السنين, والذي بسط ذراعيه حولنا قبل أيام.. ونحن مازلنا نعيش أيام فوضي بلا حدود.. وقتل ودخان وضباب.. وشقاق ونفاق.. وكأننا في بلاد واق الواق.. وليس في أعظم بلد خلقها الله.. والتي قال عنها بديع السموات والأرض في محكم آياته: ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين.. فإذا بنا نطارد طائر الأمان إلي شواشي الشجر ونهدم أعشاشه.. ونحطم بيضه ونقتل أفراخه! ولم أنس رجالات مصر وشبابها وشيوخها.. بل وصغارها.. أن يقلن دون خوف.. فالخوف لم يعد له وجود في ظل ضيق الحال وكثرة السؤال.. ماذا يريدون من العام الجديد.. وماذا يتمنون ويرغبون.. وهو مازال غضا عفيا ناضرا يخطو ملكا لم يغمس يديه بعد في هم.. ولم يصبه ما أصابنا من ألم.. يقول لنا: صباح الخير أيها المصريون..? فماذا قالوا.. وماذا قلن لي يا تري؟ وماذا كتبوا.. وماذا حجبوا؟.. ..................... ..................... قالوا لي إن اسمها أم السعد.. وهي بالفعل وش السعد علي كل من عاشرها من أهلها وعشيرتها.. وعاش معها وعاشت معه.. فهي بالفعل كما يقولون وش السعد والفأل الحسن وحسن الطالع.. فهي أم لخمسة من الأولاد والبنات.. كل الأولاد في مناصب تفرح وترد الروح علي حد تعبير الجيران والبنات يعملن كلهن.. ست بنات في وظائف ما شاء الله.. وكلهن دخلن بيت العدل علي حد تعبيرها وقد رزقهن الله بالخلف الصالح.. أما الأولاد أولادها ففي مراكز وظيفية في الطبقة العليا.. يعني حولها عائلة لها شان وشنشان... كما يقول أولاد البلد. قالت لي وهي تصنع لي بيدها فنجان قهوة معتبر فوق سبرتاية مشتعلة: البلد دي ربنا موش راضي عنها أبدا.. وكما قال الله تعالي في كتابه العزيز: إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم... قلت لها: ما احنا كويسين قوي ومؤمنين بالله وبرسوله.. موش بس كده.. احنا كمان مؤمنين بكل أنبياء الله.. وبكل كتبهم وبكل رسالاتهم لا نفرق بين أحد منهم. قالت: موش كفاية يا عزيزي إنك تكون مسلم وبتصلي خمس مرات في اليوم وبتصوم رمضان.. وبتطلع الزكاة.. وبتحج لبيت الله الحرام لو استطعت.. لكن تعمل ده كله.. وتغش في البضاعة لو كنت بقال.. وتعمل كرسي يتفرفط أربع ترباع بعد ما تسلمه لصاحبه.. واللا سرير يقع بالعروسة والعريس في ليلة الدخلة.. قلت لها ضاحكا: دي تبقي ليلة نكد بجد! قالت: أنا ما بهزرشي.. مافيش واحد دلوقتي في بر مصر كله بيعمل الواجب اللي عليه! أسألها: إزاي ياست الستات؟ قالت: الراجل ساب البيت وطفش.. والستات بتعمل اللي هي عاوزاه.. وماعادش حد بيشتغل دلوقتي وبيحلل القرش اللي بيقبضه.. الموظفين بيروحوا الشغل لحاجتين اتنين بس.. عشان يقبضوا وعشان ياخدوا الحوافز وعشان يحتجوا لو اتأخروا عنهم في الصرف.. وكان الله يحب المحسنين.. عندك كلام عاوز تقوله؟ قلت: عندي آخر إحصائية قديمة بتقول إن71% بس من الموظفين بيشتغلوا والباقي بيروح المصلحة عشان يقبض أو يتكلم أو يرغي أو ينكت أو يدي زنب بضم الزين في زمايله.. أو يكتب تقارير للجهات الأمنية باللي حصل واللي محصلشي! .................... .................... وأنا أرشف أجمل فنجان قهوة من يد الست أم السعد.. قالت لي: أنا لسه ماكملتش كلامي.. قلت لها: اتفضلي.. قالت: أنا بأقول لحضرتك إن ربنا موش راضي عننا.. وعشان كده موش حيتصلح حالنا.. إلا بعد لما ربنا يرضي عنا! قلت: وامتي ربنا يرضي عنا؟ قالت وهي تعد علي أصابعها: حاجات كتير.. خد عندك: البلد دلوقتي انقسمت نصين: فصيل بيقومها حريقة في البلد كلها.. وفصيل بيديله علي دماغه! قلت: في الحقيقة اللي بياخد علي دماغه هو اللي فرط في الكرسي بأخطائه وخطاياه وقصر نظره السياسي! قالت: صح.. لكن اللي قاعد علي الكرسي في الحكومة عمال يقوم عليه الدنيا وبيتهمه بالإرهاب علنا بيحط قنابل في الشوارع والحدائق والأوتوبيسات والمنشآت.. جايز تنفجر في طفل صغير أو عيل رايح مدرسته لا به ولا عليه! قلت: هو ده اسمه كلام بالذمة موش ده اللي بيحصل؟ قالت: أيوه.. لكن أما تقول عني علنا إني حرامي.. حبقي حرامي.. يبقي فاضل إيه.. موش كده.. نقعد ونتكلم! قلت: فات أوان القعاد.. بعد الدم مافيش إلا القصاص! قالت: يا أخي ما فاتش ولا حاجة.. الإخوات بيتخانقوا الصبح وبيتصالحوا بعد الظهر.. قل:.. وبعدين حنعمل إيه في ولاد الأبالسة الجماعات الإرهابية اللي استوطنت أرض سيناء.. واللي عملت تفجيرات المنصورة وأنشاص؟ قالت: قواتنا المسلحة الباسلة كفيلة بقطع دابرهم وحيتقطعوا صدقني.. دلوقتي واللا بكره واللا حتي بعد بكره! يا عالم يا هووه هو مافيش حد عاقل في بر مصر كله يقدر يلم الموضوع..! قلت: خصوصا واحنا مقبلين علي استفتاء بعد اسبوع وشويه.. وبعده انتخابات رياسية وبرلمانية.. لازم البلد تهدأ وتلم الشامي علي المغربي, وإن كان لا فيه شامي ولا مغربي كلنا ولاد حتة وولاد حارة وولاد دار واحدة وهم واحد ومصير واحد! ................... ................... وبعد أن انتهينا من حديث الهم والدم لأم السعد.. تعالوا نقرأ ما كتبه لي علي صفحتي علي الفيس بوك أبوالمكارم مدكور أبوالمكارم وهذا هو اسمه وهو معلم كبير في سوق السمك في العبور غمرة سابقا كما كتب إلي هو يقول: يا سيدي الفاضل.. قبل الاستفتاء وقبل انتخابات الرياسة والبرلمان والذي منه.. لابد أولا من الإجابة عن هذه الأسئلة وخصوصا واحنا في أوقات امتحانات.. عاوزين من السنة الجديدة اللي هلت علينا في أوقات بالغة الصعوبة والحساسية: 1 أن يتفضل العام الجديد ويتكرم علينا بحل مشكلة الحد الأدني والحد الأقصي للأجور.. وأفتكر من دلوقتي انه موش حلاقي إجابة للسؤال ده.. كان غيره أشطر! 2 ماذا ستفعل يا عام الهم والغم ورصيدك بدأ يعلو في حوادث الإضرابات الدامية وأعداد قتلي ومصابي المظاهرات والمصادمات التي لا تنتهي ولن تنتهي فيما يبدو أبدا؟ 3 وماذا ستفعل في حوادث مصادمات جماعة الإخوان بعد أن وضعت الحكومة الموقرة علي صدرها لافتة: إرهابية.. مع الأمن والناس الغلابة والتي تزداد حرارتها ومصائبها يوما بعد يوم؟ 4 وماذا أنت فاعل في حق التعابين والعقارب والحيات التي اتخذت من جبال سيناء مأوي وموطنا.. ويرسل أذنابه وسمومه وشياطينه لكي يفجروا مبني كما فعلوا مع مديرية أمن المنصورة ومبني المخابرات في أنشاص, ومسلسل القنابل والعبوات الناسفة التي يزرعونها مع أعوانهم في كل مكان وأي مكان في قلب القاهرة نفسها.. في حديقة.. في أوتوبيس نقل عام.. في محطة ركاب.. في منتزه.. دون وازع من رحمة أو ضمير.. وهم يزرعون الموت في طريق الغلابة والمسالمين! 5 وهل تتكرم يا عام 2014 بحل مشكلة الأمن المفقود.. ليس في قلب عاصمة مصر.. بل في كل مدينة وكل قرية وكل حي وكل زقاق علي طول خريطة مصر من البحر الأبيض حتي الشلال الرابع؟ 6 هل تتكرم بحل مشكلة المصريين مع جيوش البلطجية والمجرمين وقلة الأدب.. وبيننا الآن نحو 120 ألف بلطجي ومسجل خطر وصاحب سوابق.. وقاتل ولص محترف.. يمرحون ويسرحون في طول البلاد وعرضها؟ 7 ثم بالمرة.. هل تتكرم بتخليصنا من جيوش الباعة الجائلين الذين احتلوا وسط البلد في العاصمة.. والتي يطلقون عليها في الغرب: الداون تاون.. ومعهم يزاحمهم ويناصرهم جماعة سائقي الميكروباصات الذين احتلوا حرم الشوارع والميادين وسدوا منافذ ومخارج ومداخل الطرق.. بقوة الذراع والإجرام وقلة الأدب.. كل ذلك في غياب التجريدة إياها التي كان رجال شرطة المرافق يقومون بها في حملة بوليسية جبارة تعيد الأمن والنظام و للشارع المصري! 8 متي تتوقف عمليات سرقة السيارات بالإكراه.. وقتل سائقيها واللي بها لو عصلجوا وأبوا أن يسلموا شقي عمرهم لعصابات السطو المسلح في طول البلاد وعرضها.. والأغرب أن الشرطة لا تتحرك ولا تفعل شيئا أكثر من أنها تقول لصاحب السيارة المسروقة وقد تكون تاكسي تعيش عليه أسرة بحالها ومحتالها: اذهب واصطلح مع العصابة التي سرقت سيارتك.. وادفع لهم ما طلبوه منك.. وعوضك علي الله,, شوف شغلك ياسيد احنا فاضيينلك.. قدامنا المظاهرات والإخوان الملاعين..! 9 حد يقوللي حيعملوا إيه في عامنا الجديد مع العمال اللي اتشردوا بعد أن قامت الثورة الكريمة بطرد 400 مصري زي ما بيقولوا في الجرايد.. العمال يروحوا فين.. يشحتوا علي باب السيدة والحسين؟ 10 عندي سؤال بس مكسوف أقوله.. مين اللي بيحكم مصر دلوقتي؟ الحكومة الهزيلة دي؟ واللا الرئيس المؤقت؟ واللا مين؟.. احنا عاوزين راجل.. عاوزين دكر زي عمنا السيسي,.. البلد مستنياك يا عم سيسي! ......................... ......................... آخر رسالة جاءتني من تلميذ في الثانية عشرة من عمره.. يقول في رسالته: أنا ابن رقيب في الشرطة قتله الإرهابيون في سيناء.. وتركنا أنا وأختي وأخي الطفل الصغير دون عائل.. اقطعوا رأس الأفعي في سيناء وأعوانهم في كل مكان.. نحن فداؤك يا مصر.. ..................... ..................... لقد أبكاني بالدموع هذا التلميذ الصغير.. ورسالته هي تصوير حقيقي للمأساة التي يعيشها هذا البلد الطيب.. ويا أهلا بعام الإخلاص والخلاص.. وإلي الجحيم يا عام الإفك والبهتان!{ لمزيد من مقالات عزت السعدنى