مشكلة مزمنة يعانيها آلاف الدمايطة الذين اقاموا مساكن جديدة منذ عام2006 التي تصاعدت بصورة كبيرة خلال الفترة الماضية, حيث تبين حدوث تشققات في أسقف شقق تلك المنازل وانهيار الأسقف واضطرار سكانها إلي النزوح منها بعد أن دفعوا تحويشة العمر في إقامة مسكن أو شراء شقة من تلك المنازل المتضررة بسبب مواد البناء المغشوشة التي تم استخدامها في تلك الفترة. يقول جمال عبدالغني استرجي وأحد المتضررين إنني أسكن شقة في الدور الثاني بمنزلي الجديد وفجأة وجدت شروخا في سقف الشقة وتتساقط الخرسانة فوق رءوسنا وتظهر أعواد رفيعة جدا ومتآكلة من الحديد, فاضطررت إلي مغادرة الشقة وقمت بتأجير شقة بديلة وقمت بهدم السقف وإعادة بنائه مرة أخري, وقد تكلف ذلك بخلاف إعادة تجديد الشقة بالكامل من أثر الهدم أكثر من ثمانين ألف جنيه وكنت أظن أن هذه المشكلة فردية إلا أنني فوجئت بكثير من الجيران والأصدقاء يعانون المشكلة نفسها, بل أصبحت ظاهرة عامة في المحافظة خلال الفترة الماضية. ويضيف م.محمد خشبة مهندس استشاري أن تلك المشكلة ليست وليدة هذه الأيام فقط ولكن تلك الكارثة بدأت في الظهور داخل المحافظة عام2006 ولكنها زادت بصورة غير طبيعية خلال الفترة الماضية, حيث لاحظنا تآكلا تاما للحديد وانهيار الخلطة الخرسانية لأسقف المباني الحديثة, الأمر الذي أدي إلي انهيار تلك الأسقف والأعمدة الخرسانية, وقد اختلفت الآراء حول أسبابها وما إذا كانت نتيجة عيب في نوع معين من الأسمنت كانت تتم تعبئته من الصوامع داخل ميناء دمياط, أم كانت نتيجة الإقبال الكبير علي أحدي مواد البناء وهي الزلط في تلك الفترة حيث كانت هناك هجمة شرسة في البناء استغلها الكثيرون عام2006 أثناء فترة انتخابات الرئاسة ومجلس الشعب حيث وصل سعر متر الزلط لأول مرة حينها إلي150 جنيها, وهو الأمر الذي أدي إلي ظهور أنواع رديئة جدا من الزلط بها نسبة عالية من الأملاح والطفلة والشوائب الكثيرة والمواد الغريبة, الأمر الذي أدي إلي زيادة نسبة الملوحة داخل الخرسانة مع تآكل الحديد, وبالتالي يؤدي ذلك إلي انهيار الأسقف, وكل هذا تم في غياب المسئولين ولم يتدخل أحد للبحث عن أسباب تلك الظاهرة خاصة أنها ظهرت في محافظة دمياط فقط وفي مباني الأهالي فقط ولم تظهر في مباني الإسكان الحكومي أو المباني الحكومية, وهو ما أدي إلي تحمل المواطنين خسائر بآلاف الجنيهات وما يظهر حاليا من انهيار للأسقف داخل الشقق يعود سببه إلي تلك الفترة الماضية حيث إن هذا التأكل يأخذ فترة حتي تظهر نتائجه وأضراره, ولذلك نطالب الحكومة بالتدخل لضبط جودة المحاجر المختصة بمواد البناء وإحكام السيطرة عليها لأن ذلك قد تسبب في خسائر تصل لملايين الجنيهات للمواطنين الغلابة. من جانبه اتهم المهندس. عصام شقير مدير عام مديرية الإسكان بدمياط المواطنين المتضررين بعدم اهتمام أصحابها بالمعايير الفنية للبناء, كما أكد أن المديرية تلقت مئات الشكاوي بوجود هذه الأسقف المتساقطة وتم تشكيل عدد من اللجان لمعاينة تلك الحالات علي الطبيعة حيث اتضح لنا أن السبب يرجع إلي عدم اهتمام أصحابها بالنواحي الفنية للبناء مثل عدم اتباع الأصول الفنية لوضع نسبة المياه مع الأسمنت في صب الخرسانة واستعمال حديد مستورد غير مطابق للمواصفات ومستخدام اسمنت منتهي الصلاحية واحتواء الزلط علي نسبة عالية من الكبريتات والكوريدات التي تساعد علي تأكل الحديد, وقد أوصت تلك اللجان بإزالة هذه الأسقف وإعادة صبها من جديد نظرا لخطورتها علي هؤلاء المواطنين.