عند الأزمات وغير الأزمات, في السراء والضراء, تكتشف المواقف ويختبر جوهر أصحابها.. وإذا كنا نعيش مع جهود إماراتية شجاعة مخلصة نحو تصحيح وجهة نظر الرأي العام العالمي لفهم أهداف الثورة المصرية في25 يناير و30 يونيو, يصاحبها الدعم الإماراتي لمصر الرسمي والشعبي غير المحدود, فإننا أيضا لا ننسي مواقف هذه الدولة الشقيقة خلال وبعد حرب أكتوبر1973, فقد كان للإمارات الفضل في تغيير الموقف الدولي لمصلحة العرب, خاصة موقف الشيخ زايد الذي بادر مع الراحل الملك فيصل وتبني أقوي موقف عربي يجسد روح التضامن بين الأشقاء عندما منع الزعيمان إمداد الدول الأوروبية والولايات المتحدة وغيرها من الدول الداعمة لإسرائيل بالبترول, الأمر الذي أحدث زلزالا في العالم الغربي, خاصة خلال شتاء ذلك العام. 6 كلمات فقط قالها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان خلال حرب أكتوبر اختزلت الموقف العربي كله, وكانت المبتدأ والخبر وسجلها التاريخ باعتبارها جسدت موقفا أخويا نادرا, إذ قال: البترول ليس أغلي من الدم العربي.. وبعد حرب أكتوبر, لم ينقطع الدعم الإماراتي لمصر, فقد أسهمت الإمارات بسخاء في إعادة إعمار مدن القناة وسيناء, ولم يكتف بعبارته التي يجمع عليها المصريون والعرب كافة, لكنه أيضا عكف علي ترجمة هذه العبارة بمبادرات ومواقف ومشروعات حملت اسمه في ربوع مصر, منها: مدينة الشيخ زايد, وهي إحدي المدن الجديدة التي أنشئت عام1995 بتوجيهات شخصية, وبمنحة لا ترد من صندوق أبو ظبي للتنمية حي الشيخ زايد بمدينتي السويس والإسماعيلية, وهما من الأحياء التي قدمت للمصريين مساهمة في إزالة آثار العدوان الإسرائيلي علي مدن القناة في حرب يونيو عام1967 قناة الشيخ زايد بطول50 كيلومترا في توشكي, لزراعة450 ألف فدان ترعة الشيخ زايد التي أعادت الحياة إلي صحراء وادي النطرون ترعة الشيخ زايد شرق قناة السويس في قلب سيناء التي تروي40 ألف فدان من صحاري مصر.. هذا عن المشروعات, أما الرجل, فقلما يجود الزمان بمثله ليسجل التاريخ لزايد زراعة وغرس التوجه نحو مصر. واليوم وبعد ثورة30 يونيو, يستمر الدعم والتأييد من الشيخ خليفة بن زايد, رئيس الإمارات, فكان أول وفد عربي وأجنبي يأتي إلي مصر مهنئا ومؤيدا للثورة وشعبها كان وفد الإمارات, وتوالت موجات التأييد والدعم المعنوي والسياسي والمادي لمصر. لمزيد من مقالات ثابت أمين عواد