كشفت ورشة العمل الخاصة بمكافحة الاتجار غير المشروع في أسماك القرش والأحياء البحرية التي أقيمت مؤخرا بالغردقة عن أن خطر الانقراض يهدد ما لا يقل عن خمسة أنواع من أسماك القرش, والكثير من الأحياء البحرية في العالم, بفعل الصيد الجائر للأسماك والأحياء البحرية. وعقدت الورشة- التي استمرت أربعة أيام- بمشاركة وزارتي الدولة لشئون البيئة والزراعة ومكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للصندوق الدولي للرفق بالحيوان( أيفو). وأكد الدكتور السيد محمد- مدير مكتب( أيفو) الشرق الأوسط- أهمية رفع درجة الوعي وزيادة المعرفة بأهمية الحفاظ علي أسماك القرش والأنواع البحرية, وتعريف الجهات المعنية بأهمية تطبيق الاتفاقيات الدولية كاتفاقية الاتجار الدولي بالحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض( اتفاقية سايتس), وكذلك اتفاقية الحفاظ علي الأنواع الحيوانية البرية المهاجرة, ومحصلة كل ذلك المحافظة علي هذه الأنواع وتعظيم الاستفادة منها اقتصاديا, لذا حرص فريق خبراء( أيفو) من خلال الورشة علي إجراء تدريب عملي للموظفين المشاركين علي كيفية معرفة أنواع أسماك القرش من خلال الزعانف, وكشف عمليات التزوير في تصاريح( سايتس), والتأكد من صحتها. تحدث الدكتور لؤي السيد أحمد- منسق برنامج الحياة البرية بوزارة البيئة- فقال: تم من خلال فاعليات ورشة العمل تدريب70 مسئولا وفنيا يمثلون الجهات المعنية بالمحافظة علي الحياة البحرية وتنظيم الصيد بأرجاء مصر, وهم ينتمون لوزارتي البيئة والزراعة والحجر البيطري ومعهد علوم البحار وهيئة الثروة السمكية وممثلين عن المنافذ بالطيران المدني وشرطة المسطحات المائية والبيئة. وأضاف: لم تكن المشاركة بورشة العمل محدودة بالكوادر المصرية فقط بل كان هناك ممثلون عن المملكة العربية السعودية ولبنان واليمن وتونس وليبيا والصومال, لأن القضية لها أبعاد إقليمية وعالمية, نظرا لأن الصيد الجائر لأسماك القرش أدي إلي انخفاض أعدادها, إذ يقدر الصيد السنوي حول العالم بنحو70 مليون سمكة, كما أن الهدف الرئيسي من هذا الصيد الجائر وغير المقنن هو الحصول علي زعانف القروش ولحومها والزيوت التي تستخلص منها أو بعض القطع التي تؤخذ كتذكار. وقد أدت هذه التجاوزات إلي بلوغ عدد من أنواع سمك القرش النادرة حافة الخطر, والتهديد بالانقراض مثل القرش الأبيض, وغيره. ولسبب هذه التجاوزات الجائرة نفسه تتعرض المجموعات الحالية لأسماك القرش في العالم لزيادة الطلب المتنامي عليها للحصول علي زعانفها التي تباع بأرقام فلكية في أسواق الشرق الأقصي, وخصوصا في الصين إذ تعد المكون الأساسي لإعداد حساء زعانف القرش, الذي يعد أحد أهم الأطباق الفاخرة لدي صفوة المجتمع هناك. تدريب الكوادر من جهتها, قامت الدكتورة فاطمة تمام- رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان والحياة البرية- بتعريف المتدربين بالاتفاقيات العالمية الخاصة بالحفاظ علي الحياة البرية, والأنواع المهددة بخطر الانقراض, ومنها اتفاقية الأنواع الحيوانية المهاجرة وملاحقها, وكيفية تناول تلك الاتفاقية لأسماك القرش, وكذلك استعرضت اتفاقية سايتس وأهميتها والتصاريح الخاصة بها وآلية تطبيقها. وعن تدريب الكوادر قالت الدكتورة فاطمة: تناول التدريب التشريعات الوطنية المصرية المتعلقة بتنظيم صيد أسماك القرش والاتجار بها, وإجراءات منظمات إدارة المصايد الإقليمية, وكيفية الإدخال من البحر, والتحقق من عدم الإضرار ببقاء النوع وعدم الوصول به لمرحلة الانقراض بالنسبة لأنواع أسماك القرش والأحياء البحرية المهددة لأهميتها. يذكر أن هناك خمسة أنواع من أسماك القرش أدرجت مؤخرا علي قوائم هذه الاتفاقية خلال المؤتمر الأخير للدول الأعضاء بالعاصمة التايلاندية بانكوك في مارس2013, إذ تتعرض هذه الأنواع لخطر الانقراض نتيجة استهدافها بالصيد الجائر.