حركت السيدة فيروز المياه الراكدة في لبنان طوال الأيام الماضية مع تغيير المزاج العام في الشارع اللبناني بعيدا عن جدل تشكيل الحكومة والتفجيرات, وبات اسم فيروز محور الحديث والنقاش بعد أن قال نجلها زياد الرحباني في تصريحات بأن والدته فيروز معجبة بزعيم حزب الله السيد حسن نصر الله ورد علي سؤال هل تشاركك الوالدة( السيدة فيروز) في تأييدك لمواقف السيد نصر الله؟ فقال: فيروز تحب السيد حسن كثيرا, مع العلم أنها ستعتب علي كما المرة الماضية عندما ظهرت في مقابلة تليفزيونية, وكشفت عن بعض الأمور الخاصة بها وقاطعتني حينها. لم تمر هذه التصريحات مرور الكرام بل أشعلت معارك كلامية لم تتوقف بعد. وفتح البعض الملفات وطالت الفنانة الأشهر في لبنان والوطن العربي سهام النقد والتجريج دون أن تكون حاضرة بشكل شخصي في المشهد الملتبس.. مما دفع البعض الآخر من معجبيها والمقربين منها إلي الدفاع عنها والتصدي بشراسة لحملة الهجوم الضارية التي تجري ضدها ومنذ مقابلة نجلها زياد لدرجة أن السيد حسن نصر الله نادر التعليق علي مثل هذه التفاصيل لمح إلي أنه يقدر كل من يعبر عن حبه له بحب مماثل فعلق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله علي الحملة التي تعرضت لها السيدة فيروز, وقال واحد يختلف معك بالسياسة, هو سياسي, مفكر مثقف, فنان, أي شيء, ويحظي باحترام واسع; ربما قناعته تختلف عن قناعتك في الموضوع السياسي. يختلف معك, لكن بالعاطفة الشخصية ربما يحبك. لكن نحن وصلنا إلي نقطة في البلد, اذا واحد قال أنا أحب فلانا تخرب الدنيا. أين الحياديون في لبنان؟. وفتحت التصريحات الباب واسعا لمن يريد أن يهاجم السيدة فيروز واعتبروا أن تسريب كلامها في هذا التوقيت عن حسن نصر الله لا ينسجم مع دوره في المشهد الداخلي اللبناني وتم نشر مقاطع تسجيل قديمة لحسن نصر ا لله, يفتي فيه بحرمة الاستماع لكل الأغاني, حتي الوطنية منها, إذا كانت تتطابق مع أغاني' أهل الفسق.'وعليه تساءل البعض ما إذا كان نصر الله يكن لفيروز الشعور نفسه, من خلال مواقفه القديمة من الفن. وطال النقد السيدة فيروز كونها الفنانة اللبنانية الأشهر واعتبروا أنه لم يكن مقبولا من نجلها أن يتحدث نيابة عنها في أمر حساس كهذا. خصوصا وأن فيروز كانت حريصة علي أن تجمع كل اللبنانيين, وهو ما جسدته في أغنيتها بحبك يا لبنان. والذي أثار اللغط تأكيد زياد أن لوكان موقفها والدته مغايرا لذلك لكان رفض التعامل معها فنيا رابطا ذلك بأنه يدعم المقاومة والتحرر اللذين يجسدهما السيد حسن نصر الله. وجاءت اقسي عبارات النقد من الكاتب اللبناني حازم صاغية الذي هاجم فيروز بضراوة علي كافة المستويات وقال كنت لا استغرب أن تقول إنها تحب سعد الحريري أو سمير جعجع وبالغ كثيرا في نقده لها متجاوزا الواقعة إلي إبداء الرأي القاطع في صوتها وشكلها ومزاجها العام. ودخل علي الخط رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط وقال: أن السيدة فيروز كانت وتبقي رمزا من رموز التراث الوطني اللبناني وهي التي حفرت بصوتها في ذاكرة اللبنانيين جميعا صورا ومشاهد متنوعة, وهي التي أنشدت لفلسطين والقدس واحدة من أروع الأغنيات في كلماتها المعبرة وألحانها الجميلة, وناجت الشام التي كانت دائما متألقة, مع كل مناطق سوريا, قبل أن يقحمها عنف النظام والتآمر الدولي في دوامة الحرب الأهلية. وقال جنبلاط فيروز أكبر من ان توجه لها سهام الانتقاد وفي الوقت ذاته أكبر من أن تصنف لحساب هذا الفريق السياسي أو ذاك أو لمصلحة هذا المحور أو ذاك, فالفن الراقي الذي قدمته وتقدمه أسمي من أن يغرق في الزواريب السياسية والفئوية والمصلحية, فلنتركها في موقعها السامي كي لا نقحمها فيما ليس لها في.