جنوب السودان علي شفا حرب أهلية, والسبب صراع علي السلطة بين الرئيس سلفا كير ونائبه ريك مشار, البداية كانت انقلابا عسكريا فاشلا نفذه جنود موالون لمشار, والنهاية مازالت مفتوحة علي كل الاحتمالات. أنصار مشار لم يقبلوا بالهزيمة في العاصمة جوبا, فاستولوا علي بلدة بور الرئيسية, ويحاولون الآن الاستيلاء علي بلدات أخري, والصراع مرشح للتصاعد بفعل عوامل كثيرة محلية وإقليمية ودولية. بالطبع الأزمة لا يمكن حصرها في الصراع بين الرجلين علي السلطة, لأنها صراع بين الدينكا قبيلة كير وبين النوير قبيلة مشار, علي ثروات النفط التي يعوم عليها جنوب السودان. الأزمة ايضا لها بعد طائفي.. فالدينكا كاثوليك والبوير بروتستانت, ومن المتوقع أن يكون وراء كل طرف دولة كبري أو مجموعة دول, ومن الوارد أن تكون هناك أطماع لشركات النفط العالمية, وربما تكون هناك أصابع خفية تحاول تفكيك جنوب السودان. حتي الآن لا توجد مرونة من أي طرف, فالمتمردون مصممون علي القتال حتي يتنحي الرئيس عن السلطة, وكير يرفض الاستقالة ويدعو المتمردين للتفاوض, والدول الإفريقية تخشي أن يمتد الصراع إلي رواندا وأوغندا وإثيوبيا وكينيا. كل الوسطاء يرون أن الحل في إقالة الحكومة الحالية, وتشكيل حكومة وحدة وطنية تقودها الحركة الشعبية لتحرير السودان, تمهيدا لإجراء انتخابات في عام2015, وإطلاق سراح المعتقلين, وإجراء مصالحة وطنية مع الحركة الشعبية, لكن الرئيس يرفض. ما يحدث في جنوب السودان صورة طبق الأصل مما حدث بين شمال السودان وجنوبه: حرب أهلية استمرت عقدين وأودت بحياة مليوني شخص, وانتهت بانفصال الجنوب عن الشمال. والآن ومع احتدام الصراع علي إدارة الدولة وثرواتها, فإن جنوب السودان يدخل مرحلة دموية سوف تقوده نحو المجهول! لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود