بملابسها السوداء وملامحها المصرية ودموع الحزن ولوعة الفراق التي كست ملامحها وما بين انينها الصامت تارة وصراخها الذي يدمي القلوب المتحجرة ويكاد ينفطر له الحجر ذاته تارة أخري والذي جعل زملاؤه يدفعون بسيارة اسعاف لتبقي بجوار المنزل حتي تستقر حالتها جلست أمال بهجت مدير عام بالجهاز المركزي للمحاسبات والدة النقيب أحمد وحيد عبد الرحيم شهيد الواجب والذي لقي حتفه برصاص الإرهاب الغادر أثناء تادية عمله بين جموع المعزين في حالة انهيار تام بعد مقتل نجلها الوحيد فلذة كبدها الفرحة الاولي في عمرها واول من منحها شرف الامومة مجرد مرآها يشعرك بالألم والأسي وكأن سنوات أضيفت الي عمرها فجاة بدت وكأنها ذهبت لعالم آخر مشاهد طفولته وصباه انهالت عليها تباعا كشريط فيديو يدور أمامها لتجتر معه ذكرياتها مع نجلها محطات توقفت عندها و شردت معها بعيدا عن كل ما يدور حولها حينما ولد احمد وحملته بين يديها لاول مرة وحينما نطق كلمة ماما للمرة الاولي وحينما وقف علي قدميه واول يوم له في المدرسة وها هو يكبر ويكبر حتي حصل علي الثانوية العامة حتي عندما طلب ان يلتحق بكلية الشرطة لم تستطع الوقوف امام رغبته أو رفضها ورغم انه الإبن الوحيد إلا أنها لم تكن تملك ترف الخيار والوقوف أمام رغبته وفرحته ورضخت علي الفور, وحينما تخرج ويوم ان دق قلبه ويوم زفافه وعندما جاء اول أحفادها واحتضنته وضمته الي صدرها لحظات من السعادة طالما منحها إياها أحمد لا تكاد تصدق انها ستحرم منها للأبد ولن تراه ثانية بعد أن شاركت في وداعه الاخير ضحية للإرهاب الاسود. لم تتحمل الأم المكلومة قسوة الفجيعة علي فراق فلذة كبدها,الصدمة جعلتها لا تقو علي الحراك قلبها وعقلها لا يحتملان فتدخل في إغماء بين الحين والآخر تفيق بعده محاولة التماسك لتسأل عنه تري هل عاد من عمله وهل جاء مصطحبا أطفاله لزيارتها والإطمئنان عليها كعادته وشراء احتياجاتها ثم تعاود السؤال لتفيق مرة أخري علي مواساة احد الموجودين رغم الفجيعة وتتمتم بكلمات كان حاسس إنه هيموت شهيد كان حلمه يكمل المشوار ذنبهم ايه ولاده عشان يتحرموا منه. اما زوجته التي بدت زائغة العينين وهي تحتضن اطفالها مازالت تعيش ذهول الصدمة غير مصدقة الواقع الاليم ولا تعلم ماذا ستقول لاطفالها الثلاثة يوسف ونادر و زياد5 و3سنوات و عامين,بعد ان حرموا والدهم دون سبب فتحدثت وكانها تهذي معقول أحمد مات,, احمد كان كل حياتي وعيلتي كلها كان الزوج والأب والأخ بعد وفاة امي وابويا واخويا وكان ظهري أشعر بمرارة اليتم من جديد واني رجعت يتيمة مع ولادي اللي مش هيقدروا يشوفوا أبوهم تاني.