منذ نعومة اظافر احمد كان شديد التعلق بحلم السفر الي امريكا والعيش والعمل فيها.. كان يسمع الحكايات والاساطير عن بلاد العم سام ورغد العيش والرفاهية والمتعة في جنة الارض كما كان يحلو له ان يسميها.. كان يقتفي أثر اي شخص يعرفه عائد من هناك.. يذهب إليه.. يتحدث معه عن محبوبته.. كيف اصبحت معشوقته؟ ما هو الجديد في شوارعها وضواحيها وولاياتها.. كان يقضي معظم وقته في القراءة عنها.. عاشت امريكا تحت جلده حتي انه التحق بكلية الآداب قسم اللغة الانجليزية حتي يتقن كلامهم وبات يشاهد الافلام الامريكية لكي يجيد لهجتهم.. حتي تشبع بالحلم وصار اسيرا له وضع الخطة ؟ ولأنه يدرك تماما صعوبة بل استحالة الحصول علي تأشيرة دخول ارض الاحلام خاصة في مثل ظروفه.. فهو لا يعمل في وظيفة مرموقة وليس لديه أرصدة في البنوك ولا يملك شركة يعمل بها موظفون ولم يرث اراضي او عقارات ولم يتزوج وبالتالي ليس عنده اولاد.. باختصار لا يستطيع تقديم ضمانات أو ادلة مادية علي ارتباطه بوطنه وعودته إليه مرة اخري للسفير أو القنصل الذي سيجري معه مقابلة الحصول علي التأشيرة.. لانهم في السفارة الامريكية ينظرون الي من هم في مثل حالته علي انه شاب مغامر سوف يذهب الي هناك للعمل ثم الزواج من أمريكية للحصول علي الاقامة وينجب منها ومهما طالت المدة او قصرت فلابد له من العودة الي وطنه ويترك لهم المشكلة.. اذن ما الحل.. تفتق ذهنه عن فكرة جهنمية.. اتفق مع صديقة( اشرف) معه الجنسية الامريكية الذي يتحدث معه عن محبوبته علي ان يحجز احمد تذكرة الي دبي في نفس يوم وتوقيت سفر اشرف الي امريكا وبالفعل التقيا بعد إنهاء اجراءات السفر علي كاونترات شركات الطيران.. احمد انهي اجراءات سفره علي دبي واشرف علي نيويورك واخذا البوردنج الذي يتضمن رقم الرحلة ورقم الكرسي و رقم بوابة الدخول الي الطائرة وعبر كل منهما بوابة الجوازات بدون ادني مشكلة وحصل كل منهما علي ختم الخروج وبعد الجوازات التقيا وتبادلا بطاقات الصعود الي الطائرة( البوردنج). بالفعل دخل احمد بوابة طائرة نيويورك ببطاقة اشرف وصعد بالفعل علي الرحلة.. بينما دخل اشرف دورة المياه وقام بتمزيق بطاقة البوردنج الخاصة بأحمد وادعي لمسئولي الامن ضياع البوردنج الخاص به وطلب إلغاء سفره لشعوره بآلام مبرحة لا يقوي علي تحملها وفعلا استجابت شركة الطيران لطلبه وقاموا بإلغاء سفره.. في الناحية الاخري من المحيط الاطلنطي كان احمد علي موعد مع مفاجأة غير سارة اطلاقا.. في مطار جون كينيدي بنيويورك خضع احمد لمقابلة اخري بعد اكتشافهم عدم حصوله علي تأشيرة دخول امريكا وبعد س وج واستجوابات وتحقيقات استمرت نحو عشر ساعات قامت السلطات الامريكية بترحيله مرة اخري الي مصر علي نفس الطائرة التي حضر عليها محطمة حلم العمر الذي عاش من اجله احمد