بعد محاولة اقتحام فاشلة, انسحبت أمس جميع قوات الشرطة الأوكرانية من مواقع اعتصام المحتجين بالعاصمة كييف, في الوقت الذي أصدر فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بيانا أكد فيه شعور واشنطن ب الاشمئزاز إزاء مواجهة السلطات الأوكرانية المظاهرات السلمية بالجرافات و العصيان. وتوجهت فيكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية الأمريكية التي تزور أوكرانيا حاليا إلي ميدان الاستقلال الرئيسي لمؤازرة المتظاهرين المطالبين بإسقاط الحكومة, بعد ليلة من المواجهات والاشتباكات العنيفة بين الشرطة والمتظاهرين. يأتي ذلك بعد محاولة فيالق من قوات مكافحة الشغب اقتحام ميدان الاستقلال الرئيسي بالعاصمة ومقر مجلس المدينة, وهو ما تزامن مع زيارة الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون للبلاد. وتمكنت القوات من السيطرة علي نحو ثلث الميدان ومحاصرة الجزء المتبقي, بعد أن أزالت الحواجز والخيام التي أقامها آلاف المتظاهرين. كما اعتقلت عددا من النشطاء الأبرز بالميدان, لكنها اضطرت للانسحاب مع تدفق نحو عشرة آلاف شخص علي الميدان لمؤازرة المعتصمين. وفيما يعكس ارتفاعا لسقف مطالب المتظاهرين, دعا أرسيني ياتسينيوك زعيم المعارضة إلي مظاهرات مليونية, مؤكدا أن نظام الرئيس فيكتور يانكوفيتش سيسقط, واعتبر في انسحاب الشرطة نصرا عظيما. وفي المقابل, اتهم الرئيس يانكوفيتش المعارضة بتعريض الأمن القومي للخطر. وأعلن عن توجه وفد من بلاده إلي مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل, لاستئناف المباحثات حول اتفاق التجارة الحرة والاتفاقات السياسية. وأوضح أن بلاده ستحدد موقفها من هذه الاتفاقات بحلول مارس المقبل. وكانت آشتون قد عقدت مباحثات مع يانكوفيتش أمس الأول, توجهت في أعقابها الي ميدان الاستقلال, حيث تجولت به وهي تشبك ذراعها بذراع زعيم المعارضة ياتسينيوك. وأسفرت المواجهات عن سقوط عشرات الجرحي من الجانبين, إلا أن وكالة أنباء أسوشيتد برس أشارت الي أن قوات الشرطة بدت قيد أوامر بعدم الإفراط في استخدام العنف, علي عكس ما شهدته الأسابيع القليلة الماضية منذ بدء الأزمة. من جانبها, أكدت الشرطة الأوكرانية أن قواتها كانت تحاول فتح الشوارع المؤدية الي الميدان, و ليس ازالة المعسكر الرئيسي للمتظاهرين بالميدان. وفي محاولة للتهدئة, أعلن رئيس الوزراء الأوكراني ميكولا أزاروف استعداد بلاده لابرام اتفاق التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي المطلب الذي يتبناه المتظاهرون مقابل منح بروكسل مساعدات إلي كييف بقيمة20 مليار يورو. من جانبه, حذر فيلارت بطريرك الأرثوزوكس في أوكرانيا من سقوط البلاد في غياهب حرب أهلية شاملة, مطالبا الحكومة بإبرام الاتفاقات مع الاتحاد الأوروبي.