عاش الزعيم نيلسون مانديلا حياة حافلة مليئة بالقصص والحكايات التي تحتاج لعدد كبير من الأفلام, وهو مادفع السينما العالمية لتجسيد حياة الأسطورة علي الشاشة, ذلك الرجل الذي تعرض للسجن لمدة27عاما, في خلال ثورته ضد العنصرية, وخرج ليصبح رئيسا للجمهورية! فيلم مانديلا كان أول الأفلام التي تطرقت لحياة مانديلا قبل حتي أن تذيع شهرته ويصبح رئيسا لجنوب أفريقيا وينال نوبل للسلام, وهو إنتاج عام1987يتناول حكاية أهم ثائر ظل في السجن لما يزيد علي العقدين من أجل مناهضة العنصرية وقيادة الحركة العمالية ضد الظلم الحكومي, ورغم ذلك لم تمنعه أسوار السجن العالية من أن يكمل دوره ويستمر في دراسة القانون, ليصبح قائدا لملايين السود من داخل زنزانته, تلك القصة جذبت الممثل داني جلوفر لأدائها مركزا علي سنوات.الخمسينيات في حياة مانديلا تلك التي حملت صخبا كبيرا قبل سجنه عام1926م. الفيلم الثاني الذي تناول حياة مانديلا هو مانديلا وكليرك قام ببطولته سيدني بواتيه في دور مانديلا ومايكل كين في دور فريدريك دي كليرك, رئيس جنوب إفريقيا الذي أصدر قرارا بالإفراج عنه, وتعد تلك المرحلة هي الأكثر درامية من حياة مانديلا عندما خرج من السجن عام1990, ليقود مفاوضات الفصل العنصري وإقامة انتخابات متعددة الأعراق, ثم لحظة الانتصار الأهم حين حدث ذلك عام1994 وصار مانديلا أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا, كما ركز الفيلم علي العلاقة المعقدة بين الرجلين, دي كليرك الذي سعي لخروج مانديلا من السجن, ليصبح منافسا له علي رئاسة الجمهورية عام4991 وبعد فوز مانديلا قرر تعيين دي كليرك نائبا له. وفي عام2007, قررت هوليود أن تتناول حياة مانديلا من جديد, في فيلم سينمائي وليس تليفزيونيا هذه المرة, باي باي بافاناالذي يسرد من وجهة نظر جيمس جورجي, حارس السجن الذي اقتيد إليه مانديلا وكيف غيرت العلاقة بينه وبين هذا السجين المفوه علاقته بالعالم ورؤيته للحقوق الإنسانية للسود في جنوب أفريقيا. أخرج الفيلم المخرج الدنماركي الكبير, الذي فاز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان مرتين, بيلي أوجست, بينما قام ببطولته جوزيف فابنز وجسد شخصية مانديلا دينيس هايزبرت وبعد ذلك بعامين, جاء الفيلم الأهم الذي يتناول سيرة مانديلا في هوليوودinvictus, والذي وقف وراءه المخرج والممثل كلينت إيستورد وجسد شخصية مانديلا مورجان فريمان, تناول إيستورد محاولته الحقيقية لتوحيد جنوب أفريقيا بعد سنين طوال من الفصل العنصري واستعدادات المنتخب الجنوب أفريقي للركبي لبطولة العالم عام1995, ووقوف مانديلا وراءهم, لأن الفوز بها سيعني توحيدا حقيقيا لكل الأعراق في جنوب أفريقيا, ويلقي الفيلم الضوء علي العلاقة بين الرئيس السبعيني, حينها, وبين قائد المنتخب الوطني فرانسوا بينار, الذي جسد دوره مات ديمون ورشح فريمان لجائزة أوسكار أفضل ممثل عن أدائه لشخصية مانديلا. وخلال الأعوام الأخيرة قدمت هوليوود فيلمين آخرين عن حياة مانديلا, الأول هو ويندي مانديلا عام2011, والذي يتناول حياة زوجة الزعيم, ملقيا الضوء علي طفولتها ثم علاقتها به وسنوات التحمل الطويلة وهو في السجن, ولعبت بطولة الفيلم النجمة الحاصلة علي جائزة الأوسكار جينفرهاديسون بينما جسد دور مانديلا الممثل تيرانس هوارد. والفيلم الثاني مانديلا.. مشوار طويل نحو الحرية, والذي يتناول رحلته كاملة منذ أن بدأ العمل في مناهضة العنصرية وحتي تقاعده عن العمل السياسي, وقام ببطولته إدريس ألبا.