بدأت إسرائيل ترسل إشارات تمهيدية نحو إيران, حتي لا تظل تغرد وحيدة بينما تري القوي الدولية والولاياتالمتحدة تقترب من طهران, وكان توقيع اتفاق جنيف النووي هو بداية تجاوز مرحلة من النزاعات العميقة بين الطرفين خاصة بين طهران وواشنطن من حادث الاستيلاء علي مقر السفارة الأمريكية في العاصمة الإيرانية قبل34 عاما, وليبدأ الإيرانيون بعد ثورة الخميني في عملية الانتقام الفعلي من الولاياتالمتحدة التي دعمت الانقلاب ضد حكومة مصدق الإيرانية. وحمل الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز عملية التقارب بين تل أبيب وطهران, ليدشن عهدا من الغزل, محاولا إنهاء مرحلة من العداء بين إسرائيل وإيران التي تعهدت مرارا برمي إسرائيل في البحر وإحراقها. واستخدمت إيران أسلوب الحرب بالوكالة ضد إسرائيل, تارة عبر حزب الله وتارة أخري باستخدام حركة حماس في فلسطين, ليكون الخاسر دائما هو الشعبين اللبناني والفلسطيني. وعندما يعرب بيريز عن استعداده للقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني, لأن بلاده ليست عدوا لإيران, فهذا يعد تحولا كبيرا في الموقف الإسرائيلي من الملف الإيراني, ويبدو ان الثعلب العجوز بيريز يحاول اللحاق بالركب الأوروبي والأمريكي حيال التقارب مع إيران, بفتح الباب أمام صفحة جديدة في العلاقات بين تل أبيب وطهران. علي عكس ما يبثه يوميا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو والمتشددون في حكومته, الذين يتعهدون بتوجيه ضربة قاصمة للمنشآت النووية الإيرانية سواء كان بمساعدة أمريكا او بدونها. لقد استوعب بيريز إشارات الرئيس الأمريكي للإيرانيين, حتي إن كان باراك أوباما تعهد أخيرا بتغليظ العقوبات أو الإعداد لضربة عسكرية محتملة إذا لم تلتزم طهران بالاتفاق, سعيا منه لطمأنة إسرائيل. فأوباما دافع مرارا عن توقيع بلاده اتفاق جنيف المؤقت المبرم مع إيران للحد من أنشطة برنامجها النووي. لمزيد من مقالات راى الاهرام