وصل الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أمس إلي إسرائيل في زيارة تستمر ثلاثة أيام تتخللها مباحثات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن في رام الله اليوم ويختتم الزيارة بإلقاء كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي غدا الثلاثاء. واستقبل الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو الرئيس الفرنسي في مطار بن جوريون بتل أبيب اعقبها مباحثات مغلقة بين الوفدين الفرنسي والإسرائيلي والتي سبقت زيارة أولاند لضريح ثيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية وكذلك ضريح رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين الذي اغتاله متشدد يهودي عام1995, عقب توقيعه اتفاق أوسلو مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وعززت الشرطة الإسرائيلية تدابيرها الأمنية بشكل هاديء أمس في محاولة لمنع تكرار أزمة زيارة الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك عام1996 والذي انفجر غضبا من ضغوط أجهزة الأمن الإسرائيلية.وهيمنت ثلاث قضايا علي مباحثات أولاند في تل أبيب وهي الأولي منذ انتخابه قبل18 شهرا هي الملف النووي الإيراني وعملية السلام المتعثرة بين إسرائيل والفلسطينيين وتنشيط العلاقات الاقتصادية والتجارية بين فرنسا وإسرائيل. وكان من اللافت الترحيب الإسرائيلي البالغ بزيارة الرئيس الفرنسي خاصة بعد مواقفه المتشددة من الملف الإيراني خلال مباحثات جنيف التي عقدت الأسبوع الماضي. وثمن القادة الإسرائيليون موقف باريس الحازم تجاه إيران قبل جولة جديدة من مفاوضات بالغة الاهمية حول البرنامج النووي الإيراني. وأعلن نتانياهو أنه ينتظر بفارغ الصبر الرئيس الفرنسي الذي وصفه بأنه صديق مقرب من اسرائيل. ورحبت تل أبيب أيضا بوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي يسعي إلي رفع سقف الشروط في المفاوضات المتعددة الاطراف مع طهران حول برنامجها النووي. ودعا نيتانياهو فرنسا إلي عدم التراجع في موقفها ضد إيران. بدوره أكد بيريز أنه يقدر موقف باريس الصارم تجاه إيران, مشددا علي انه لا يجوز رفع الضغط عن إيران قبل أن تتخلي علي الأقل علي المدي البعيد عن برنامجها النووي.وعلي صعيد ملف المفاوضات المتعثرة بين إسرائيل والفلسطينيين, يعتزم أولاند تشجيع الطرفين علي القيام بالتسويات والجهود اللازمة لتجاوز خلافاتهما,. ومن جانبها, اعتبرت حماس أن زيارة أولاند غير مرحب بها لأنها تساهم في تشجيع الاحتلال علي جريمة التهويد والاستيطان وتعكس حجم النفاق السياسي الغربي في الموقف من القضية الفلسطينية وتؤسس لمرحلة خطيرة من تجاهل الحقوق.علي صعيد آخر, أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس أن شعبية الرئيس الفرنسي تراجعت خلال نوفمبر الحالي ثلاث نقاط مئوية لتستقر عند20% في ادني مستوي لرئيس فرنسي منذ تأسست الجمهورية الخامسة في.1958 وبحسب الاستطلاع الذي اجراه معهد ايفوب فإن شعبية اولاند تراجعت هذا الشهر الي مستوي قياسي في تاريخ البلاد.