تواطؤ الموظفين وراء استمرار التعديات علي الأرض الزراعية

بالرغم من التصريحات الحاسمة التي تصدر من المسئولين لحسم ووقف التعديات إلا أنها مازالت مستمرة لنهب الأراضي الزراعية. ونتج عن ذلك أن بلغ حجم التعديات ما يربو علي75 ألف حالة, التهمت أكثر من6 آلاف فدان من أجود الأراضي الزراعية, طبقا لاحصاءات مديرية الزراعة بالشرقية.
يقول: نصر أحمد عوض( مزارع) إن ما دفع الفلاحين للبناء علي الأرض الزراعية هو تجاهل الدولة لهم, حيث لم توفر لهم مياه الري أو الأسمدة اللأزمة, وارتفعت تكلفة الانتاج الزراعي بصورة عجز معها المزارع عن الوفاء بالتزامات أرضه.
ويقول جمعة حسين( مزارع) أن ما دفعه للبناء هو ضيق العيش وعدم تمكنه من الحياة مع عائلته في منزل واحد, فاشقاؤه يعيشون في ذات المسكن حتي ضاق بهم, ولم يكن أمامه سوي إقامة بيت لاسرته الصغيرة علي قطعة أرض زراعية يملكها, ويطالب محمد عيسي همام( مزارع) بتغريم كل من تعدي علي الأرض الزراعية بما قيمته تكاليف استصلاح فدان في الصحراء ليضيف بذلك مساحات تعوض حجم التعديات, ويشير جمال حسيني معد بيانات التعدي بمديرية الزراعة بالشرقية أن هناك أحكاما قضائية تصدر ببراءة مرتكبي قضايا التعديات في وقت قياسي, لايتجاوز بضعة أيام من ارتكاب الواقعة, بسبب تواطؤ محرر المحضر, وأوضح ان الدراسات الأمنية التي تجري لتحديد موعد ونوعية المخالفة التي ستتم إزالتها تسببت في أن يسود انطباع لدي المواطنين بأن الإزالات تتم فقط للأسوار والمباني المقامة بالطوب الأحمر والبلوك الأبيض دون الخرسانة المسلحة وهو ما شجع البعض علي التعدي,كما أضاف ان السر وراء حصول المتهمين بالتعدي علي الأرض الزراعية علي البراءة وقيامهم باستكمال البناء علي الأرض هو تقصير وتواطؤ من عضو الجمعية الزراعية والوحدة المحلية, حيث انه بمجرد حدوث المخالفة يقوم الأول بتحرير المحضر للمخالف ويعلنه لإيقاف البناء ويحرر جنحة ضده تتضمن حجم الأعمال المخالفة في المحضر, وبدلا من أن يقوم باخطار الوحدة المحلية فورا لاتخاذ اجراءات الإزالة تنفيذا للقانون يتباطأ في ذلك حتي يستكمل بناءه ويكون الحال علي أرض الواقع مخالفا لما جاء بالمحضر فتكون البراءة.
ويقول الدكتور محمود توفيق أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة الزقازيق أن مصر تعاني من فجوة غذائية في عدد من المحاصيل الاساسية فنسبة الاكتفاء الذاتي من القمح55 % والذرة الصفراء35 % وزيوت الطعام10 % والفول البلدي50 % والعدس2 % والحوم الحمراء65 %, كما أضاف ان إدارة حماية الأراضي بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والمحلية بالشرقية ازالت نحو20 ألف حالة تعد علي الأراضي الزراعية بمساحة إجمالية450 فدانا, وكشفت أن حجم التعديات التي وقعت علي الرقعة الزراعية بالمحافظة منذ ثورة يناير زاد علي57 ألف حالة تجاوزت مساحتها6 آلاف فدان من أجود الأراضي الزراعية.