أكد علماء الدين أن الظروف الراهنة التي تعيشها مصر تتطلب أن يقوم كل مواطن بدوره لخدمة الوطن وتجاوز المحن والأزمات, وشدد العلماء علي أن المشاركة في الاستفتاء علي الدستور واجب وطني وشهادة لابد أن يدلي بها الإنسان, كما أنها مسئولية تاريخية علي الجميع. وحذر العلماء من الاستجابة للدعوات التي ينادي بها البعض وتطالب بمقاطعة الاستفتاء, لأن هذه الدعوات هدفها إسقاط الدولة وتهميش المواطنين, فالمسلم لابد أن يكون إيجابيا وأن يشارك في بناء الوطن, فالمقاطعة مرفوضة لأن لها تأثيرا سلبيا كبيرا علي الجميع, وطالبوا كل مواطن له صوت انتخابي بأن يشارك ويدلي بصوته بكل حرية سواء بنعم أو لا, لأن نتيجة الاستفتاء ستكون نقطة فاصلة في مسيرة البلاد نحو الأمن والاستقرار والتنمية. واجب وطني وقال الدكتور علوي أمين, أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر, إن الدستور الجديد يعبر عن طموحات الشعب المصري, وهناك مسئولية تاريخية علي الجميع للخروج من الأزمة الراهنة وبناء مستقبل مصر من خلال تجربة ديمقراطية حقيقية, مؤكدا أن الدستور الجديد له دور كبير في تحقيق الرخاء والأمن والاستقرار للشعب المصري بعد فترة طويلة من المعاناة, مؤكدا أن لجنة الخمسين قامت بدور كبير وجهد متميز لإعداد هذا الدستورالذي يعبرعن المصريين جميعا, كما أن جميع فئات المجتمع شاركت في عمل هذه اللجنة, ولذلك فكل مواطن له صوت انتخابي يتحمل جزءا من هذه المسئولية, وعليه أن يقوم بواجبه الوطني من خلال المشاركة الإيجابية في بناء مؤسسات الدولة, ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يمتنع المواطن عن أداء الدور الوطني المطلوب منه تجاه بلده, ولابد من الذهاب للجان الانتخابية بحرية وحرص علي مصلحة الوطن, لأن الإقبال علي المشاركة يعد دليلا علي الوعي الوطني والرغبة في تجاوزالأحداث الصعبة التي تعرضت لها مصر خلال الفترة الماضية, فالمشاركة أمانة وواجب وطني ومسئولية أمام الله عز وجل وأمام التاريخ, وعندما يقوم رئيس الجمهورية بدعوة الناخبين للاستفتاء علي الدستور, لابد أن يستجيب لهذه الدعوة كل المواطنين الذين يحق لهم المشاركة, لأنها أمانة وشهادة سيحاسب كل إنسان عليها. تغليب مصلحة الوطن وفي سياق متصل قال الشيخ أحمد ترك, مدير إدارة المساجد الكبري بالأوقاف, ان مصر حاليا تعيش في مفترق طرق, ولابد أن يقوم كل إنسان بدوره في خدمة الوطن لتجاوز المحن والأزمات, مشيرا إلي أن حب الأوطان من الإسلام, والشريعة حملت لنا الكثير من النصوص التي تطالب المسلم بأن يبذل كل جهد لخدمة الوطن, وبالتالي فالمشاركة في الاستفتاء علي الدستور ضرورة من أجل مصر, والظروف الحالية تتطلب أن تسير البلاد في طريق المستقبل, والوطن حاليا في حاجة لجهد الجميع كل في مجاله, وهناك فرصة أمام الجميع للمشاركة والإدلاء بالأصوات في حرية ونزاهة, لتكون المشاركة بداية لبناء الوطن وتحقيق طموحات المواطنين في العدل والأمن والاستقرار, والمؤكد أن الجميع يدرك المشاكل التي تتعرض لها مصر, والمواطن البسيط لديه وعي حقيقي بهذه المشاكل, ويعرف أيضا المسئولية الكبري التي يتحملها تجاه الوطن من خلال المشاركة في الاستفتاء علي الدستور, ولذلك ستكون المشاركة تعبيرا حقيقيا عن حب الوطن والرغبة في البناء والتنمية والبعد عن كل مظاهرالعنف والتخريب, لأن الشعب المصري متدين بالفطرة ولديه قيم ومبادئ تتجسد فيها كل معاني حب الأوطان, ولذلك نناشد الجميع الحرص علي كل ما يدعم أمن واستقرار ومصلحة الوطن العليا. المقاطعة مرفوضة وحذر الدكتور أحمد صبري, إمام وخطيب مسجد الفتح برمسيس, من الاستجابة للدعوات التي تطالب بالمقاطعة, وقال ان هذه الدعوات الهدف منها إسقاط الدولة, ولابد أن يدرك الجميع هذا الأمر الخطير, مشيرا إلي أن الإيجابية في المشاركة أمر مهم للغاية, لأن المسلم إيجابي وليس سلبيا, يتعامل مع الأمور بعمق ويدرك حقيقة الأشياء ويسعي لأن يكون له رأي وموقف واضح, لكن المقاطعة مرفوضة لأنها تدل علي السلبية وعدم التفاعل مع الأحداث وعدم القدرة علي اتخاذ المواقف, ولذلك هناك حرية أمام الجميع في أثناء الإدلاء بالصوت سواء بنعم أو لا, لكن الأمر المهم هنا يتمثل في المشاركة والإيجابية وعدم الاستجابة للذين يطالبون بالمقاطعة, لأن هذه الدعوات ضد مصلحة الوطن وتؤثر بالسلب علي مستقبل البلاد, والذين يرفعون هذه المطالب هدفهم تهميش الناس والتأثير عليهم ونشر اليأس بين المواطنين, ولابد أن ندرك جميعا خطورة هذا الأمر ونحث المواطنين علي المشاركة في الاستفتاء بحرية دون توجيه لموقف معين.