في الحادي والعشرين من نوفمبر1995 رحلت عن عالمنا قيثارة الغناء العربي المطربة القديرة ليلي مراد, التي احتلت مكانة راسخة في قلوب الجماهير في مصر والعالم العربي برغم اعتزالها للحياة الفنية لمدة أربعين عاما قبل وفاتها. وقد زاد من اقترابها من قلوب عشاق فنها, الأفلام السنيمائية التي قامت ببطولتها وشدت فيها بأعزب الألحان مما أتاح لنا فرصة التعرف علي شخصيتها في مراحل عمرها الفني المختلفة. وقد شاركت ليلي مراد كبار الفنانين في بطولة أفلامها ففي أول أفلامها( يحيا الحب) الذي عرض عام1938 شاركت موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بطولة الفيلم الذي أخرجه محمد كريم فكانت انطلاقه قوية نادرا ما تحظي بها مطربة. وفي فيلمها الثاني( ليلة ممطرة) الذي عرض عام1939 شاركت الفنانة ليلي مراد عميد المسرح العربي يوسف وهبي بطولة الفيلم. وبعد ذلك توالي نجاحها و مشاركتها لكبار الفنانين بطولة أفلامها نذكرهم فيما يلي بترتيب دخولهم لحياتها الفنية( حسين صدقي-أنور وجدي إبراهيم حمودة- أحمد سالم زكي رستم يحيي شاهين محمد فوزي عماد حمدي كمال الشناوي). و قد أخرج أفلامها كبار المخرجين و هم( محمد كريم توجو مزراحي أنور وجدي كمال سليم أحمد سالم يوسف وهبي نيازي مصطفي- حلمي رفلة بركات يوسف شاهين). وقد شدت ليلي مراد بأجمل الكلمات التي كتبها لها الكبارو نذكر منهم( حسين السيد أحمد رامي مأمون الشناوي عبد العزيز سلام مصطفي عبد الرحمن محمود بيرم التونسي عبد المنعم السباعي محمد علي أحمد فتحي قورة- علي مهدي عبد الفتاح مصطفي سمير محبوب بديع خيري مرسي جميل عزيز- صلاح فايز بخيت بيومي محمد كمال بدر). وشدت ليلي مراد كذلك بالحان كبار الملحنين نذكر منهم( رياض السنباطي محمد القصبجي- محمود الشريف رؤوف ذهبي منير مراد سيد مكاوي محمد فوزي كمال الطويل حسين جنيد أحمد صدقي عبد المنعم الحريري). و الآن عزيزي القارئ نلقي بعض الأضواء علي حياة و أهم أعمال المطربة العظيمة ليلي مراد. ولدت في حي العباسيه بالقاهرة في الخامس عشر من نوفمبر عام.1918 وكان والدها المطرب المعروف زكي مراد, الذي كان له شأن كبير في مطلع القرن العشرين. وكان من الطبيعي أن يستهوي ليلي مراد الغناء منذ طفولتها لأنها وجدت نفسها في بيت يتردد في جنباته كل ليلة تقريبا الموسيقا والغناء, سواء من والدها أو من زملائه وأصدقائه من كبار الملحنين الذين كانوا يزورونه كل ليلة, و من هؤلاء( محمد القصبجي و داود حسني وزكريا أحمد). وعندما بلغت ليلي مراد السابعة من عمرها ألحقها والدها بمدرسة الراهبات الفرنسية, وظلت في نفس الوقت متعلقة بالغناء وتحاول الاستماع إليه كلما سمحت لها الظروف بذلك. سافر والدها في رحلة إلي أمريكا سعيا وراء الكسب المادي و لكن رحلته فشلت, فعاد إلي الوطن. وتصادف أن سمع ابنته( ليلي) تغني فادرك علي الفور وهو المغني الخبير قيمة صوتها الجميل النادر فاسمعها لزميليه داود حسني ومحمد القصبجي, فأبديا إعجابهما الشديد بصوتها. وبدأ زكي مراد يقدم ابنته( ليلي) للغناء في الحفلات الخاصة لتتعود علي مواجهة الجمهور وخاصة أنها كانت شديدة الخجل. وغنت بعد ذلك في الإذعات الأهلية التي كانت موجودة في مصر آنذاك, ولما أنشئت الإذاعة الرسمية عام1934 تعاقد معها الفنان مدحت عاصم المدير الفني للاذاعة علي أن تقدم وصلة غنائية كل أسبوع. وفيما بين عامي(1938 و1955) قامت ليلي مراد ببطولة(27) فيلما سنيمائيا نذكر منها( ليلي بنت الريف ليلي بنت المدارس- ليلي بنت الأغنياء شهداء الغرام الماضي المجهول قلبي دليلي عنبر- سيدة القطار- بنت الأكابر الحبيب المجهول). وكانت ليلي مراد المطربة الوحيدة التي قدمت أفلاما باسمها. و في أفلامها شدت ليلي مراد بأغاني منفردة كثيرة منها( قلبي دليلي ليلة جميلة يا محلاها مين يشتري الورد مني الحب جميل يا طبيب القلب يا رايحين للنبي الغالي), و قدمت أيضا العديد من الثنائيات الناجحة نذكر منها( يادي النعيم اللي أنت فيه يا قلبي) مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم يحيا الحب وثنائي( شحات الغرام) مع الموسيقار محمد فوزي في فيلم( ورد الغرام) وثنائي( عيني بترف) مع نجيب الريحاني في فيلم( غزل البنات). و الجدير بالذكر أن المطربة القديرة ليلي مراد قد توقفت عن العمل في الفن لفترة من الوقت لرعاية ولديها, وعندما أرادت العودة وجدت أن الجو العام في الوسط الفني قد تغير ولم يعد يناسبها ففضلت أن تبقي بعيدة عن الأضواء لتظل في عيون الجماهير سيندريللا الشاشة كما كانت دائما. وظلت بعيدة عن الأضواء لمدة أربعين عاما(1955-1995) حتي رحيلها في الحادي والعشرين من نوفمبر1995 بمدينة القاهرة. رحم الله ليلي مراد رحمة واسعة جزاء ما أسعدتنا به من فنها الراقي لسنوات طويلة. لمزيد من مقالات د . زين نصار