علامة من علامات التحول والخروج من سيطرة النغمة العثمانية الموشح والدور والسماعيات والبشارف ويا لاللي آمان فهو من جيل سيد درويش وتاريخ مولده سنة1892 وتاريخ مولد محمد القصبجي سنة1893 وبدأت الكلمة والنغمة المصرية من عند سيد درويش وكان محمد القصبجي الذي تعلم في المدارس الابتدائية وحفظ القرآن وكان والده ملحنا وعازفا للعود ولما حصل محمد القصبجي علي دبلوم معهد المعلمين اشتغل مدرسا بمدرسة بولاق الابتدائية وبعد ذلك تفرغ للعمل الموسيقي وانضم كعازف عود في تخت العقاد والذي كان يعمل مع كبار المطربين والمطربات وبدأ التلحين سنة1920 وكان أول ألحانه لسيدة الغناء في ذلك العصر( منيرة المهدية) وانطلق في عالم التلحين وقام بتلحين مسرحيات( المظلومة وكيد النساء وحرم المفتش ولحن لمسرح الريحاني نجمة الصبح) وكان الجمهور يسمع ويحب الأغاني من خلال المسرحيات أو الاسطوانات لعدم وجود إذاعة التي بدأ إرسالها سنة1936 وقد تعرف القصبجي علي أم كلثوم سنة1924 وكان أول ألحانه لها قصيدة( إن حالي في هواها عجب) وتوالت الألحان لها والتي تعدت المائة لحن ومن أحلي وأشهر ألحانه لها أغنية( رق الحبيب وأغنية يا صباح الخير) وكان له مؤلفات موسيقية كثيرة ومن أشهرها( ذكرياتي وسماعي رست القصبجي) وهو واحد من الثلاثة الكبار الذين صنعوا مجد كوكب الشرق أم كلثوم( القصبجي وزكريا والسنباطي) ثم جاء بعدهم ثلاثة كبار( الموجي والطويل وبليغ حمدي) ثم الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب وكان القصبجي مع كل هؤلاء كعازف عود لا يفارق أم كلثوم لا في التسجيلات أو الحفلات وكان الجميع يحترمه ويعرف قيمته وقيمة وجوده وكان هذا الوجود فنيا وعاطفيا وقد شاهدنا ذلك وعرفناه في المسلسل الجميل الذي قامت ببطولته الفنانة صابرين والذي وضع موسيقاه الراحل عمار الشريعي وغني فيه بصوته أغنية( رق الحبيب) وكان حب القصبجي لأم كلثوم حبا واضحا ومن طرف واحد وكان يتتبعها ويهمه معرفة أخبارها وبصمة القصبجي في الموسيقي والغناء المصري لها دلالتها وواضحة ومعرفتي بهذا الفنان العظيم بسيطة حيث انني تعاملت معه وقابلته في منتصف الستينيات في لحنين للإذاعة وللمطربة نور الهدي فوجدته إنسانا بسيطا وقادرا علي العطاء بدون غرور ومتمكنا من أدواته ولا يحمل أي تعقيدات في العمل ومن الأعمال التي نفخر بها كمصريين أشهر( فالس عربي) وهو أغنية( قلبي دليلي) والتي غنتها ليلي مراد في الفيلم الذي يحمل نفس اسم الأغنية ولحن لأكثر من مطربة ومن أشهرها أغاني المطربة أسمهان( إمتي حتعرف إمتي إني بحبك انت وأنا اللي أستاهل كل اللي يجرالي) وغنت له ليلي مراد أغاني كثيرة منها( مش ممكن أقدر أخاصمك وأغنية ياختي عليه) وقام بتلحين استعراض في فيلم حمامة السلام للفنانة شادية واسم الاستعراض( إحنا بنات الفن) وكان القصبجي بعيدا عن الأضواء ولم يأخذ حقه إعلاميا وكانت أغلب اهتماماته أخبار أم كلثوم وأين ذهبت وقابلت من. وكانت له هواية بعيدة عن العمل الموسيقي وهي تصليح الساعات وصناعة العود وهذا العملاق الموسيقي حصل علي وسام الفنون والآداب سنة1962 ورحل عن دنيانا في مارس سنة1966 رحم الله القصبجي. والله ولي التوفيق رابط دائم :