نصف مرضي الكبد في مصر يحتاجون الي زراعة كبد جديدة وبينما قانون زراعة الاعضاء من حديثي الوفاة لايزال معطلا. تتجه امال المرضي لاخ او ابن او قريب ليتبرع بجزء من كبده ليعطيه فرصة للحياة دون أوجاع ومضاعفات. والحقيقة المعروفة اننا نعاني نقصا في اعداد المتبرعين, ولكن الأهم انه حتي ان توفر المتبرع في حالات قليلة هي التي تقبل, بنسبة تقارب الثلث أو النصف علي أقصي تقدير لأسباب تتعلق بعدم المواءمة بين المتبرع والمتلقي او لاصابته بأمراض اخري. بداية يقول الدكتور عادل حسني رئيس جمعية الجراحين المصرية, ورئيس وحدة زراعة الكبد بطب قصر العيني, ان قرار زراعة كبد بديلة يستلزم مع الحالات المصابة بمرحلة متقدمة من التليف نتيجة الفيروسات الكبدية او الاورام السرطانية التي تضعف أداء الكبد بشكل كبير. وبالنسبة لتجربة وحدة الزراعة بمستشفي المنيل يشير الي ان الفريق استطاع إجراء أكثر من مائة حالة زرع كبد منذ أن بدأت الوحدة عملها الفعلي عام2004, وحاليا تتم العمليات بأيدي الاطباء المصريين. ويظل تطبيق قانون نقل الاعضاء من حديثي الوفاة هو الانسب لحل مشكلة نقص المتبرعين, وسنويا تجري أكثر من10 آلاف عملية زراعة كبد في انحاء العالم, نتيجة تزايد الطلب علي زراعات الكبد, الا انها تقابل نقصا حادا في اعداد الاعضاء البديلة من المتبرعين الاحياء. والسبب عندنا هو غياب ثقافة التبرع. وبعد220 حالة اجراها فريق المعهد القومي للكبد بالمنوفية, يقول الدكتور خالد ياسين أستاذ التخدير بجامعة المنوفية, ان المتبرع يظل معرضا لقدر محدود من المشاكل الصحية والتي لاترتقي الي احداث الوفاة الا انه يتعين اخطاره بها قبل اتخاذ قرار التبرع, مشيرا إلي أن نسبة الوفيات في المتبرع تقدر بواحد في الألف عالميا. من جانبه, يري الدكتور خالد ابو العلا استاذ ورئيس قسم زراعة الكبد بمعهد الكبد بالمنوفية ان أهم خطوة في عملية الزراعة هي اختيار وتقييم المتبرع بشكل يضمن امانه وممارسة نشاطاته الطبيعية. ويستطيع ان يعيش المتبرع حياته بالجزء المتبقي حتي تكتمل الكبد لحجمها الطبيعية بعد6اشهر. ويوضح ان أهم المشكلات التي ظهرت في المتبرعين بإجمالي نسبة31% كانت تتعلق بالنزف والحويصلات المرارية, مشيرا الي انه صحيح ان التبرع ليس خاليا تماما من الاعراض ولكن الخبرة والتدخل الجراحي السليم مع الاختيار المناسب للمتبرع والمريض يحسن النتائج بشكل مذهل. ويشير الدكتور مصطفي الشاذلي استاذ الجراحة بطب قصر العيني, عضو اللجنة الفنية العليا لزراعة الأعضاء إلي ان عملية نقل وزراعة الكبد مثلها كأي عملية جراحية كبري ومركبة, إذ تجري عمليتان في وقت واحد, الأولي مع المتبرع, حيث نقوم بنزع جزء من كبده السليم والثانية في نزع الكبد التالفة والمتليفة من المريض وزرع كبد جديدة له. وتكمن أهم المضاعفات في النزف والعدوي والتهاب الجروح والتجلط في الرجل أوالرئة مشيرا إلي أهمية جودة الزرع باعتبارها عاملا اساسيا لنجاح العملية, نظرا لصعوبة نقل كبد بين الأحياء مقارنة بنقله من متوفي حديث. وبدوره كعضو اللجنة الفنية العليا لزراعة الأعضاء, يؤكد ان امراض الفيروسات الكبدية باتت مشكلة صحية كبري بين المصريين, فلو تحدثنا عن فيروس سي نجده يصيب16% من المصريين بما يجاوز ال12 ونصف المليون مصاب.50% منهم يحدث لهم تليف ونصفهم تتطور الحالة للاصابة بفشل كبدي يستلزم معه إجراء زراعة كبد جديدة. مشيرا الي ان المشكلة تكمن في قلة المتبرعين, ولذلك لابد من نشر ثقافة التبرع بالأعضاء من أجل زيادة عدد المستفيدين والقضاء علي قوائم الانتظار, لافتا الي ارتفاع تكلفة عملية الزراعة الي220 ألفا ولذلك كان هدفنا بإنشاء أول جمعية أهلية لزراعة الأعضاء في مصر, لرعاية مرضي زراعة الأعضاء وخاصة غير القادرين. ومن جانبه, يري الدكتور محمد عبد الوهاب أستاذ جراحة الكبد بجامعة المنصورة, المشرف علي برنامج زراعة الكبد بطب جامعة المنصورة, انه من الصعب في بلدنا العثور علي متبرع, وذلك بعد معايشته ل251 حالة زراعة كبد تم اجراؤها في مركز المنصورة. فعلي مدار العشر سنوات الاخيرة حتي عام2012, تمت معاينة ألف متبرع, تم رفض نحو790 منهم فيما تم قبول210 فقط. وجاءت أكثر من80% من الحالات المرفوضة بسبب السن وعدم التوافق في النسيج الكبدي.