أوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام1954 بأن تقيم جميع البلدان يوما عالميا للطفل يحتفل به بوصفه يوما للتآخي والتفاهم علي النطاق العالمي بين الأطفال وللعمل من أجل تعزيز رفاهية الأطفال في العالم. واقترحت علي الحكومات الاحتفال بذلك اليوم في التاريخ الذي تراه كل منها مناسبا. وفي20 نوفمبر اعتمدت الجمعية العامة إعلان حقوق الطفل في عام1959 واتفاقية اتفاقية حقوق الطفل في عام1989 وفي ذكري هذا اليوم العالمي, ما هو واقع الطفل الفسلطيني؟! دمع ودماء وجراح وآلام..... كلمات تلخص حياة الطفل الفلسطيني الذي مازال يعاني من ممارسات الإرهاب الإسرائيلي منذ عقود, عاش خلالها كل صور المعاناة والشقاء لكنه استطاع أن يصبح رقما صعبا في معادلة الصراع مع المشروع الصهيوني بعد أن فجر بسواعده التي لا تحمل سوي الحجارة أعظم انتفاضة شهدتها البشرية في وجه قوة محتلة خلال القرن العشرين. هذا الطفل الذي عاش وولد في الخيام, ولم يتعود علي الشبع, ويتذوق مرارة فقد الأحبة والأهل خلال غارات المحتل المتواصلة ويشاهد منزله الصغير تهدمه جرافة الاحتلال, ويحرمه منع التجوال من الوصول إلي مدرسته وسلبته رصاصات الجنود أعز أصدقائه, هذا الطفل مازال يملك الكثير من طفولته رغم كل هذا الحزن والألم, مازال يحلم بأن يعيش طفولته كسائر أطفال العالم. انتهجت إسرائيل سياسة استهداف الطفل الفلسطيني من خلال القتل والجرح والاعتقال كجزء من الشعب الفلسطيني المقموع إلي جانب العديد من الممارسات التي تصاعدت منذ انطلاق الشرارة الأولي للانتفاضة في2000/9/28 اليوم الذي اقتحم فيه أريئيل شارون, المسجد الأقصي المبارك. ولم تكن هذه هي البداية فقد كانت إسرائيل تقتل وتعذب الأطفال الفلسطينيين وتقدمهم للمحاكم العسكرية وتزج بهم في غياهب السجون الإسرائيلية لسنوات طوال بحجة حماية أمنها وتفصيل استراتيجيات الردع لديها لكبح التطلعات الفلسطينية في العودة والتحرير وهذا مخالف للمادة(37- أ) من اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر1989 والتي جاء فيها:- تكفل الدول الأطراف ألا يعرض أي طفل للتعذيب أو لغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة, ولا تفرض عقوبة الإعدام أو السجن مدي الحياة بسبب جرائم يرتكبها أشخاص تقل أعمارهم عن ثماني عشر سنة دون وجود إمكانية للإفراج عنهم. وفي تقرير جمعية القانون التي تعني بحقوق الإنسان الفلسطيني والذي حمل عنوان قصص أخري من مسلسل الموت وتحت باب إسرائيل تزرع الحقد وتحصد أرواح الأطفال دون رحمة جاء: - في اليوم العاشر لانتفاضة الأقصي والتي اشتعلت جراء الإحباط والضغط الذي يعيشه الشعب الفلسطيني نتيجة تنكر إسرائيل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والاستخدام المفرط للقوة الذي انتهجته إسرائيل وبشكل منهجي ومنظم, وليس نتاجا لردود أفعال لتعرض الجنود الإسرائيليين للخطر, سقط21 شهيدا من أطفال فلسطين الأبرياء وحرمتهم رصاصات القتل الإسرائيلية من حياتهم دون ذنب ارتكبوه سوي أنهم نادوا بالأقصي وبفلسطين!!. لقد تعرض الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة إلي أبشع صور القمع والإبادة والتدمير علي أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي وخصوصا الحرب التي لا تزال قائمة والتي طالت البشر والحجر. فقد ارتكبت قوات الاحتلال العديد من المجازر الوحشية والبشعة ضد الأطفال حيث قتلت والدة وأطفالها الأربعة في مدينة رام الله وأخري وأطفالها الخمسة في غزة. وقد رافقت هذه المجازر ممارسات أخري ارتكبت بحق الأطفال والنساء والشيوخ تتمثل في القصف المكثف للتجمعات السكنية بواسطة الطائرات والدبابات والصواريخ والاغتيالات, وإغلاق المناطق وإعادة احتلال المدن والقري الفلسطينية والتنكيل بالمواطنين وهدم المنازل, والقتل والتدمير لكل ما يقع تحت أيدي جيش الاحتلال الإسرائيلي.