مائتا فنان.. يمثلون20 دولة.. ينشدون ويرتلون معا.. علي نفس اللحن.. كل يعبر بلغته وإحساسه وثقافته.. عندما تسمعهم لا تملك إلا أن تتحول إلي أذنين وروح.. وتترك نفسك مع روعة الآداء. فرقة' سماع' للإنشاد الصوفي إختتمت مهرجانها الدولي السادس للإنشاد و الموسيقي الروحية والترانيم الكنسية, يوم الخميس الماضي.. وكانت فعاليات المهرجان قد بدأت بقلعة صلاح الدين يوم16 نوفمبر الحالي.. متزامنا مع الاحتفالات باليوم العالمي للتسامح.. ليرسل رسالة حب وسلام لكل شعوب العالم من أرض السلام.. استقبلت قلعة صلاح الدين, وقبة الغوري, وساحة الهناجر الروض التي كانت تبدأ يوميا في السادسة والنصف مساء.. وتستمر كل حفلة لمدة ساعة ونصف.. بمعدل نصف ساعة لكل دولة مشاركة.. أما قصة فرقة' سماع' للإنشاد الصوفي.. فقد نبتت فكرتها عام..2007 أثناء ورشة عمل أقيمت في قصر ثقافة الغوري.. حملت عنوان' منشد الغوري'.. خرج من تلك الورشة, أهم الأصوات المجهولة والمتميزة في الانشاد بأقاليم مصر المختلفة.. تلك المحاولة كان هدفها الحفاظ علي هذا التراث المهم.. وإحياء القوالب القديمة مثل: التواشيح والمقامات النادرة المختلفة.. يتم غناءها بنفس اسلوبها القديم.. من هنا كانت فكرة الفنان انتصار عبد الفتاح مؤسس الفرقة ومدير مركز ابداع الغوري.. لكي تصبح هذه الفرقة مدرسة لتعليم اصول الانشاد.. وكلمة' سماع' كما يقول هي كلمة صوفية خاصة بالإنشاد الصوفي. قدمت الفرقة عروضها في مهرجان' سماع' الدولي بمراكش.. كما شاركت في جولة في عدة مدن ألمانية.. جمعت بين الإنشاد الصوفي القديم والتراتيل الكنائسية, احتفي بهذه الزيارة وأفرد لها موقع' دويتشه فيله' الألماني الشهير. في تلك الجولة خصوصا.. كان المبهر فيها أن أغنية مثل' طلع البدر علينا'.. ذات الطابع الإسلامي, يمكن أن تشدو بها فرقة موسيقية في كاتدرائية' ماكسمليان' أعرق كنائس ميونيخ.. وأن يعجب بها الجمهور الألماني ويصفق لها رغم عدم فهمه لكلماتها باللغة العربية. وكلما اختتمت الفرقة أنشودة إسلامية أومسيحية.. ارتفع تصفيق الجمهور وصياحه اعجابا.. وكما صرح الفنان انتصار عبد الفتاح قائد الفرقة:' الفن لا لغة له.. ولا دين يحدده.. ولا أيديولوجيا.. الفن إحساس لا سيما عندما يكون راقيا.. الفن الذي تقدمه سماع يستطيع الوصول إلي المشاهدين بكل سهولة وصدق, وذلك بشكل مباشر ودون تفسير أو توضيح, لأن الناس تشعر بالروحانيات والأحاسيس دون معرفة المعاني.. الألمان مثلا يستمعون إلينا رغم أنهم لا يعرفون معني أناشيد مثل نور النبي والصلاة والسلام علي الأنبياء باللغة العربية, لكنهم يشعرون بأحاسيس الروحانيات العالية عند سماعهم الإنشاد الذي تصاحبه الآلات الشرقية, مثل الناي والعود والآلات النحاسية'. وفي كل العروض التي جابت ألمانيا.. كانت الفرقة تختتم بالأغنيات المصرية الحماسية.. التي تفاعل معها الجمهور المصري والألماني علي حد سواء.. مثل أغنية:' قوم يا مصري مصر دايما بتناديك'.. ثم النشيد القومي الوطني المصري والألماني وسط تصفيق حاد من الحضور.