مع كل شهيد يسقط في سيناء أو خارجها, يثبت بالأدلة القاطعة أن الإرهابيين الجبناء يقتربون من مرحلة الاحتضار, مما يدفعهم للقيام بأعمال تتسم بالخسة والوضاعة لمجرد إثبات وجودهم. ورغم ما يعتصر الوطن وناسه من ألم وأسي علي فقد ابن من أبنائه النبلاء من القوات المسلحة والشرطة والمدنيين, فإن الحقيقة الأكيدة أن الإرهاب لن يقدر علي هزيمة الأوطان مهما ارتكب من جرائم وبشائع يندي لها الجبين, فالأوطان لا تهتز أبدا تحت وقع الضربات الموجعة المؤلمة, بل إنها تزيدها صلابة وتماسكا. فالجنود الذين استشهدوا في العريش أمس الأول, ومن بعدهم ضابط العمليات الخاصة للشرطة, ومن قبل هؤلاء قافلة طويلة ممن ضحوا بأرواحهم الزكية الطاهرة فداء لتراب هذا الوطن, ستحفز الشعب المصري علي الوقوف جبهة واحدة متراصة, للقضاء علي الإرهاب الأسود الذي يستغل الدين الحنيف لتبرير القتل والتخريب والتكفير وقتال الآخرين. فضلا عن ذلك, فإن تلاحم المصريين سيفوت الفرصة علي الراغبين في تحويل أرض الكنانة إلي صومال أو سوريا أو عراق آخر يرتعون فيه دون رادع ولا حسيب. وليعلم الذين يسعون لتفتت البلاد وبث الفرقة والبغضاء فيها, لاستعادة الحكم الذي خسروه, جراء فشلهم وكذبهم ونفاقهم, أنهم يعيشون في أوهام, وأن المصريين عرفوهم علي حقيقتهم وعليهم استيعاب أن مصر ستكون قوية وقادرة وفاعلة ولن تركع ولن تنكسر. ولذلك, فإن مقاومة الإرهاب لا تقع مسئوليته علي الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية الأخري وحدهم, لكنها مسئوليتنا جميعا كمواطنين وواجبنا أن نقف في ظهر الدولة والتصدي لمن يمدون جماعات الإرهاب بالمال والسلاح والفتاوي. أما النقطة الأهم فهي أن الإرهابيين خونة سيلاحقهم العار ومعهم من يساندهم ليوم القيامة, أما الشهداء فهم مصابيح زاهية تنير طريق المستقبل المظلم ومكانهم أعلي عليين في الأرض والسماء. لمزيد من مقالات راى الاهرام