إذا سألت واحدا من الناس خاصة بين الشباب, ماذا ترجوه من دنياك؟ فأنت تسمع اجابات مختلفة أريد ان اكون بطلا من ابطال العالم في رياضة كذا, اوأريد ان اكون وزيرا, اواريد ان اكون غنيا لدي من المال ماأحقق به كل رغباتي, اواريد ان اكون نجما في عالم الفن او الغناء او الصحافة او المحاماة, او أريد ان اكون مشهورا بحيث يعرفني الناس كافة العامة والخاصة, واخباري تتناولها الصحف والمجلات.. امنيات تتحقق وقد لاتتحقق, فإن تحققت فماذا بعد؟ وان لم تتحقق ظل الواحد منهم يندب حظه, ويلوم الظروف التي كانت قاسية معه, وكانت مواتية بالنسبة لفلان او علان..والقليلون جدا يربطون بين امانيهم في الدنيا وآخرتهم.. فهم يتعاملون مع حظوظ الدنيا وكأنها غاية المني ونهاية المطاف.. وهم بهذا يسيرون في طريق لايوصل لشيء.. اذا ابتسمت لهم الدنيا فرحوا وهللوا, واذا عبست عبسوا وتجهموا.. ثم اذا دنا منهم الاجل تبينوا انهم ضلوا السبيل, ولم يخرجوا من الدنيا بشيء ولم يقدموا لآخرتهم وهي مستقبلهم وفيها مصيرهم إما الجنة وإما النار لم يقدموا لها شيئا ينجيهم من النار ويدخلهم الجنة.. وهنا الندم.. وهو لاينفع ولايفيد. أماالذين ربطوا دنياهم بأخراهم فحالهم جد مختلف.. لانهم اختاروا من دنياهم فعل الخيرات, وعمل الصالحات التي تقربهم من ربهم وترضيه عنهم, و لم تغرهم الدنيا.. هم عملوا لدنياهم ولم يقصروا.. واتقنوا صنعتهم او مهنتهم, وتفوقوا فيها واستمتعوا بطيبات ماأحل الله لهم ولم يحرموا انفسهم منها, ولكن الاخرة لم تغب عن تفكيرهم واهتمامهم وسعيهم. ولم يجروا وراء الشهرة, ولم يلهثوا وراء المظاهر الكاذبة وضعوا الدنيا في حجمها.. فهي في ابتسامها او عبوسها مؤقتة ولادوام لها.. واعتصموا بالله عملا بقوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلي صراط مستقيم(آل عمران101) وهم عندما يدنو منهم الاجل لايحزنون علي الدنيا وماتركوا فيها, وانما يستبشرون بالجنة التي وعد المتقون جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم جزاء ومصيرا, لهم فيها مايشاؤون خالدين كان علي ربك وعدا مسئولا( الفرقان15 16) الدنيا لاتعطي احدا كل مايتمني ويريد, لابد ان هناك نقصا ما, مهما توافرت الامكانيات.. ولو اعطت شيئا الآن فليس هناك ضمان لدوام ما حصلنا عليه, فالدنيا لا امان لها ولااطمئنان فيها, وكما قيل بحق دوام الحال من المحال.. فلنأخذ حذرنا منها ولا توليها كل ثقتنا, ولنعمل لآخرتنا التي نعود اليها حتما, بما اعددناه لها من عمل صالح, فأهل الجنة لهم فيها مايشاءون خالدين, وهم لايتقدم بهم السن, ولايعتريهم المرض. ولايفترقون عن اهلهم واحبابهم ولايوجد ماينغص عليهم استمتاعهم بما في الجنة من ملذات ونعيم مقيم, وكل شيء يشتهونه ينالونه بلا تعب ولا انتظار.. اين هي الدنيا الفانية من كل هذا ؟! لاوجه للمقارنة.. الدنيا تنتهي والاخرة باقية الي ماشاء الله.. أليس في هذا كفاية ؟!