أشفق الجميع علي البابا تواضروس الثاني وهو يجلس علي الكرسي البابوي في81 نوفمبر2102.. فمصر كانت ولاتزال تعيش حالة من التقلبات السياسية الحادة. وفي حفل تتويجه بابا للأقباط كانت دموع البطريرك تنساب بغزارة وعندما سألته وقتها ما هو السبب؟ أجاب الإحساس بالمسئولية صعبة. وكان البابا تواضروس علي حق.. فخلال عامه الأول عاشت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية واقباط مصر وأياما من اصعب الأيام في تاريخها وكان لابد من موقف ووقفة وكان البطريرك موفقا بامتياز بداية من الانسحاب من الجمعية التأسيسية للدستور اعتراضا علي المادة912 ثم رفض المشاركة في الحوار الوطني الذي دعا اليه الرئيس المعزول محمد مرسي, وصولا الي المشاركة مع الأزهر الشريف وكل القوي الوطنية في3 يوليو وإعلان خريطة مستقبل جديدة لمصر, وعندما أراد الاخوان الارهابيون الانتقام من البابا تواضروس والأقباط وقاموا بحرق عشرات الكنائس في مختلف محافظات مصر, كان تعقيب البابا تواضروس عبقريا وقال: سنصلي في المساجد, وفي كل مرة خلال العام الأول للبابا تواضروس علي كرسي مارمرقس كان الإرهابيون يحاولون إثارة فتنة طائفية.. وكانت حكمته وكلماته الموزونة بدقة وعلم وحساسية الصيدلي قادرة علي شفاء جروح الفتن المتكررة, وقد نجح البابا في الحفاظ علي روحانية الكنيسة والخروج بمشاكل الأقباط وهمومهم السياسية الي رحابة الوطن بعيدا عن أسوار الكنيسة الضيقة, مؤكدا أن الأقباط مصريون وفي النسيج المصري, وفي الجذور المصرية, كما إخواتنا المسلمين بالضبط. البابا تواضروس حقق النجاح في سنه أولي علي الكرسي البابوي ونال تقدير واحترام الجميع لأنه كان واضحا في كل المواقف متزنا ووطنيا في قراراته, يعي جيدا أهمية وخطورة كل حرف ينطق به, ودائما يردد( أنا علي يقين ان يد الله تدبر كل شيء وان كل الأشياء تعمل معا للخير كما جاء في الإنجيل). قداسة البابا تواضروس الثاني اذا كنت حكيما كعادتك ورفضت إي مظاهر للاحتفال بالعيد الأول لجلوسك علي الكرسي البابوي, فكل المصريين يحتفلون ويحتفون بقداستكم ويقدرونكم وكل عام وقداستكم بخير. لمزيد من مقالات أشرف صادق