يصل سيرجي لافروف وسيرجي شويجو وزيرا خارجية ودفاع روسيا غدا الي القاهرة في اول زيارة من نوعها لمصر منذ سقوط الاتحاد السوفييتي, وبالتأكيد بلغت موسكو رسائل عديدة عن أمنيات القاهرة من تلك الزيارة التي تمهد لزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ويبدو ان موسكووواشنطن أدركتا الرسائل التي خرجت من القاهرة عشية الزيارة, فالعاصمة الأولي فهمت مغزي الترحيب بالتوجه نحو الشرق, اما واشنطن فأرسلت وزير خارجيتها في زيارة هي الأولي أيضا بعد المواقف المتشددة التي تبنتها ضد مصر عقب ثورة30 يونيو وما أعقبها من أحداث أطاحت بنظام الاخوان. ومقابل التحول التدريجي والبطيء في المواقف الأمريكية حيال القيادة السياسية الجديدة, جاءت تصريحات وزير الخارجية نبيل فهمي راديكالية نوعا ما, عندما أعلن ان مصر ستوسع تعاونها مع روسيا بعد خلافها الدبلوماسي مع الولاياتالمتحدة. فالوزير الذي قال إن العلاقات المتوترة مع واشنطن تحسنت بعد زيارة كيري, لم ينتبه لتماديه في إظهار التحول الخطير في الدبلوماسية المصرية من أقصي الغرب الي أقصي الشرق, وكأن مصر ستظل حبيسة بين روسياوالولاياتالمتحدة. كان حريا بمؤسسة الدبلوماسية المصرية عدم اللجوء الي سياسة التحول السريع نحو البديل لأن هذا البديل اعلن بصورة مستترة ان توفير السلاح لمصر يرتبط بمدي قدرتها علي الدفع و نقدا فقد انتهي عهد السوفييت!!. ناهيك عن ان التحول المتسرع من طرف الي آخر يرسل إشارات خطيرة للآخرين بعدم ثبات مواقفنا. ومن الخطورة بمكان ألا تتسم سياسة مصر الخارجية بالتوازن, والعمل علي إقامة ندية مع جميع الإطراف الدولية, وعدم الاعتماد كلية علي طرف مع تهميش الآخر كليا. ولا يكفي إعلان الخارجية ان المباحثات المصرية الروسية ليس الهدف منها استبدال طرف دولي بآخر, وإنما توسيع البدائل والشركاء والأصدقاء. لمزيد من مقالات راى الاهرام