احتفلت قناة الجزيرة الاسبوع الماضي بمرور17 عاما علي نشأتها في حضور عدد كبير من القيادات القطرية والاعلاميين العرب, وهذا ليس بغريب علي دولة تمتلك المال, والذي لاتحسن توجيهه. اما الغريب في الامر هو ان مصر كانت صاحبة النصيب الاكبر من حديث مدير المحطة خلال الكلمة التي ألقاها, وكأن هذه الاحتفالية اقيمت خصيصا لتعريف العالم بان ما حدث في مصر هو انقلاب. لقد اخذ هذا الموتور نفسيا وعصبيا في سرد وقائع مغلوطة جملة وتفصيلا عما يحدث في مصر, وبين كل كلمة واخري يذكر كلمة انقلاب, ويسرد في حديثه عن التضحيات التي يقدمها مراسلوالمحطة في مصر لنقل الصور, وكأن مصر اصبحت تعيش في حالة حرب, محاولا ذلك الموتور ان يظهر الجيش المصري في صورة القامع للحريات, ويقوم باعتقال الاعلاميين وتعذيبهم خاصة من اتباع الجزيرة. لقد نسي هذا الموتور نفسيا ان يؤكد في ذكري نشأة تلك المحطة انها ظهرت خصيصا لتكون عميلة تنفذ تعليمات الغرب في زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط, وانها تروج للاكاذيب وانها كانت الاداة الاعلامية لتدمير المنطقة, والترويج لدخول الولاياتالمتحدةالامريكية الي منطقة الشرق الاوسط, وتفتيت الدول العربية واضعافها من أجل مصلحة اسرائيل. لقد نسي هذا العميل ان تلك المحطة اول من روجت بان من ارتكب تفجيري برجي التجارة في احداث سبتمبر هم من العرب, وذلك بعد اذاعتها تسجيلات لمن تقول انهم نفذوا تلك العملية,لتؤكد ما تحاول ان تروجه القيادة الامريكية لتكون ذريعة للتدخل, كما انها كانت بوقا للخيانة عندما روجت بالخطأ عن امتلاك صدام حسين لاسلحة الدمار الشامل لتغزو امريكاالعراق, وتدخلها في دوامة الحرب الاهلية لمدة10 سنوات لقد تناسي عن عمد ان محطته روجت لمشروع الشرق الاوسط الموسع من خلال ثورات الربيع العربي في تونس وليبيا ومصر وسوريا, من خلال بث معلومات مغلوطة وترويج لافكار واخبار كاذبة وعندما خرج الشعب المصري ليثور ويفشل هذا المشروع تروج حاليا ان ما حدث هو انقلاب لتألب الرأي العام العالمي علي جيش مصر. لقد كان الاجدر ان تحتفل المحطة بمرور17 عاما من الخيانة والعمالة للغرب ومحاولاتها المستديمة لتدمير المنطقة,ولكن الحقيقة ان الشعب المصري علم جيدا دور تلك القناة والعاملين بها, ومهما يكن دهاؤهم فإن المصريين سيحطمون كل اكاذيبهم, فلم يتعلم قادة المحطة من التاريخ ولكن الخيانة في الدماء ولا تكتسب بالتقادم. لمزيد من مقالات جميل عفيفى