كانت أمريكا- مثل إسرائيل- تري أن المصريين ارتكبوا غلطة عمرهم بشن الحرب ضد إسرائيل ظهر يوم السادس من أكتوبر وكان جزءا كبيرا من الرؤية الأمريكية مبنيا علي البرقية الأولي التي وصلت إلي أبا إيبان وزير الخارجية الموجود في واشنطن من الوزير إسرائيل جاليلي تحدثت عن صد الهجوم, وعن دخول القوات الإسرائيلية بسرعة إلي أقصي درجات التأهب. وكانت البرقيات من إسرائيل متفائلة وخلال يومين لم تتبلور لدي ممثلي إسرائيل في الولاياتالمتحدة الصورة الواضحة عن الوضع, وفقط خلال المحادثات التي أجراها أبا إيبان مع ابرهام كدرون مدير عام وزارة الخارجية سمعت للمرة الأولي إشارات إلي أن الوضع في الجبهات أصعب وأخطر كثيرا مما عكست التقارير الرسمية. وفي يوم الأحد7 أكتوبر زار مردخاي شئيف الوزير المفوض الإسرائيلي وزارة الخارجية الأمريكية واجتمع بجوزيف سيسكو نائب وزير الخارجية وطلب الاطلاع علي الاستنتاجات التي توصل إليها فريق العمل الأمريكي وأوضح بصورة قاطعة ومحددة أن إسرائيل ستكون بحاجة إلي إمدادات متواصلة من المعدات العسكرية في أقرب وقت كما أن سمحا ديتيز السفير الإسرائيلي أثار مشكلة تزويد إسرائيل بالمعدات والأسلحة خلال محادثاته الأولي مع كيسنجر بعد عودته من تل أبيب مباشرة في الليلة ذاتها. وقبل مساء يوم الاثنين8 أكتوبر اجتمع فريق العمل الأمريكي في جلسة أخري وبدت التقارير من ساحة القتال هذه المرة مريرة من الناحية الإسرائيلية وقد اتضح لأول مرة أن المصريين استطاعوا السيطرة علي جميع التحصينات علي امتداد القناة, وأن السوريين احتلوا هضبة الجولان بأسرها تقريبا وسمعت للمرة شكوك حول صحة وصدق البيانات الإسرائيلية بشأن نجاح الجيش الإسرائيلي في صد الهجوم. خير الكلام: كل ما يغيب عنك يمكن تعويضه ما عدا غياب الإرادة! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله